رواية "بعد رحيل الصمت"، عالج من خلالها الكاتب والفنان التشكيلي العراقي عبد الرضا صالح محمد، قضية «ثقافة كم الأفواه» ومنع إبداء الرأي، والإسكات القسري في عالم تحفّه المخاوف وتفرضه سلوكيات الهيمنة الحزبية أو الحكومية، مقوماته الجريمة والقتل على الشبهة ومخالفة
أنت هنا
قراءة كتاب بعد رحيل الصمت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
اخرج، مخنث، حقير، تافه، أنت مو رجال
خرج حزينا مرتبكا ومضى يقطع الشارع على غير هوادة، حتى هدأ وتماسك وعاد إلى البيت، بعد هذه الحادثة ما عاد يزور يحيى في البيت، ويتهرب منه خوفا من مواجهته، وتبين له في ما بعد أنه لم يكن موجودا في ذلك الوقت في البيت أصلا، فاستغلت غيابه لتفعل فعلتها· وكان يصطنع الأعذار ليحيى كلما سأله عن عدم مروره عليه·
بعد حادثة اختفاء كريم بثلاث سنوات وحادثة رابحة بأيام خرج أيوب من البيت، وتوسط الزقاق وكان الزقاق خاليا من المارة، وفجأة ظهرت أمامه (كريمة) ـ صديقة رابحة ـ لتسأله عن الوقت ولما أجابها نظرت في عينيه وقالت:
- أنا أعرف كل شيء !
سألها مستغربا:
نعم؟ عن ماذا؟
أجابته بحزم وثقة عالية
عن تلك المتهورة الرعناء رابحة·
ثم سكتت قليلا وأتمت:
- حسنا فعلت معها·
ثم أخبرته بأن يحيى لم يكن في البيت ذلك اليوم، وأنها كذبت عليه لتشبع رغبتها·
لاذ بالصمت وهو ينظر إليها ويقول في نفسه:
إلى أين تريد هذه الحسناء أن تصل؟
مدت يدها إلى زر قميصه وأمسكته بأناملها برفق وأفضت له:
لعلك لم تعرفني؟
قال:
أعرفك، ألست صديقة رابحة؟