يتنقل الروائي السوري خليل النعيمي في روايته الجديدة (لو وضعتم الشمس بين يدي)، بين قلب ساخن، وعقل بارد، يحاكي فيما بينهما الحالة السورية ببعدها الإنساني والسياسي والوجودي، "كنت أعرف أن الجائع لا يشبع من الانتظار، لكنه بغير الانتظار لن يحصل على شيء" صفحة 24،
أنت هنا
قراءة كتاب لو وضعتم الشمس بين يدي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
واليوم، كانت: إهْدأْ، وسَتَرَ !
بعد ذلك بزمن طويل، عندما سأتذوّق المتعة في أشكالها المختلفة، سأستعيد تلك اللحظات الإنسانية الساحرة، بشغَف·
سأفهم لِمَ يثور المكبوتون على عوامل كبتهم· ولِمَ يتدافع المحشورون نحو مخارج النجاة، تلك التي ستقذف بهم إلى الرَحْب بعد الضيق· وتنقلهم من العدم إلى الوجود· إلى وجود مُنْبَسِط وسعيد·
سأفهم، أيضاً، كيف يتفرّق الناس بعدما اجتمعوا· ويَتَساءمون بعد أن تَعاشَقوا· ويتناحرون لأسباب لا علاقة لها بالحب·
سأفهم، كذلك، أشياء كثيرة أخرى كنت أحدسها دون أن أدرك، لا بنيتها، ولا أسباب حدوثها، أوعدم حدوثها: كان عقلي صغيراً، وأحاسيسي كبيرة· كنتُ، ببساطة، مثل ثعلب الصحراء: تعيساً، ومستاء، وماكِراً· إذا كان يحق لي أن أُحـدِّد صفاتي·
سأفهم، أخيراً، وهذا هو أهمُّ ما في الأمر: أن على الكائن أن ينقذ نفسه، لا أن ينتظر الآخرين لينقذوه·