يتنقل الروائي السوري خليل النعيمي في روايته الجديدة (لو وضعتم الشمس بين يدي)، بين قلب ساخن، وعقل بارد، يحاكي فيما بينهما الحالة السورية ببعدها الإنساني والسياسي والوجودي، "كنت أعرف أن الجائع لا يشبع من الانتظار، لكنه بغير الانتظار لن يحصل على شيء" صفحة 24،
قراءة كتاب لو وضعتم الشمس بين يدي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
بدأتُ أغرق في صمتي: الهوية التاريخية ! ما هي هذه الأكذوبة الجديدة؟ كنت أتصور أنني تخلصت من هذه البلاهات منذ زمن طويل·
ولما أحس بي مشغول البال، تابع :
- لا تخفْ! أنا لا أبحث عنكَ بالتحديد· إنني أبحث عن الشيء الذي تبحث أنت عنه· عن مقصدكَ في الوجود وغايتك في الحياة· فالكائن الذي لا هَمّ له إلاّ فمه وفَرْجه، لا يعني لي شيئاً· وهو ما سيجعلني أغفل عنه، وأطويه من صفحة أفكاري على الفور· وحده، مَنْ يحلم بعوالِم جديدة، يمكن أن يجعلني أحلم، أنا الآخر·
وبعد صمت ثقيل، أضاف :
- ولو متأخراً·
وبصوت أكثر خُفوتاً قال، على غير انتظار مني، وكأنه يحكي لأحد لا أراه:
- ولو أن الحياة لا تأبه لمثل هذه الأراجيف·
وسَكَتَ، من جديد·
وظللتُ أنا ساكتاً·
كنتُ مأخوذاً، لا بلطف ما أسمع، ولكن بروعة ما أرى·
فبعد أن كان النهار متردداً في الحضور ذلك اليوم، صار، الآن، يتسارع نحو مصيره الأزليّ· في المشهد كآبة واستكانة· وفي قلبي غَيْب وأساطير· كنت أريد أن أكفَّ عن الحديث إلى أن أجد السبيل الصحيح إلى الكلام· لكنه لم يعبأ كثيراً بتصّوراتي، فأضاف بشكل مليء بالإغواء:
- أنا مشغول بأمر (لم يوضح لي ماهيته) والعالم مشغول بآخر· وكما ستفهم من ذلك، ليس الحل سهلاً·