يتنقل الروائي السوري خليل النعيمي في روايته الجديدة (لو وضعتم الشمس بين يدي)، بين قلب ساخن، وعقل بارد، يحاكي فيما بينهما الحالة السورية ببعدها الإنساني والسياسي والوجودي، "كنت أعرف أن الجائع لا يشبع من الانتظار، لكنه بغير الانتظار لن يحصل على شيء" صفحة 24،
قراءة كتاب لو وضعتم الشمس بين يدي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
-1-
موعدنا في اللوكسمبورغ·
الجو خريفيّ بارد· السماء محجوبة بغيوم خفيفة لا تَشُفُّ عن شيء· الأشجار بدأت تتخلّى عن أوراقها· ورائحة مالحة تنتشر في الفضاء·
وجاء الرجل الذي أنتظره·
جاء ماشياً، بهدوء· رأسه منكس· منكباه متدليتان· خطواته قصيرة متعثرة· ثيابه بالية·
ومنذ أن وصل بدأ يحكي·
- مَنْ أنت؟
سألني بتودد يحمل مسْحَة من النفور·
وعلى الفور صَحَّح، أريد أن أقول :
- هأنذا جئتُ، مرة أخرى، وأنالا زلتُ أجهل عنك كل شيء تقريبًا، رغم أننا التقينا أكثر من مرة، من قبل·
وسريعاً أضاف:
- صحيح أن لقاءاتنا كانت، أحياناً، خاطفة، وأحياناً، مشغولة بأمور أخرى، أو مُدَثَّرة بدثار نفسيّ كتيم لا يسمح برؤية واضحة لأحد، لا لكَ، ولا لي· لكن ذلك ليس عذرًا ليظل أحدنا يجهل الآخر، أو يكاد·
وبعد أن استقر، نهائياً، إلى جانبي، تابع بلطف:
- مع أن المعرفة، غالباً، ليست أكثر من أكذوبة·
ولما بقيتُ ساكتاً، أكملَ:
- أكذوبة تجعلنا نطمئن إلى الغرباء، أو الذين نعتبرهم، تعَسُّفاً، هكذا· فليس ثمة غريب على وجه الأرض·