يتنقل الروائي السوري خليل النعيمي في روايته الجديدة (لو وضعتم الشمس بين يدي)، بين قلب ساخن، وعقل بارد، يحاكي فيما بينهما الحالة السورية ببعدها الإنساني والسياسي والوجودي، "كنت أعرف أن الجائع لا يشبع من الانتظار، لكنه بغير الانتظار لن يحصل على شيء" صفحة 24،
قراءة كتاب لو وضعتم الشمس بين يدي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
من موقعي الجديد، صرتُ أُلاحق الحركة السرية لشفتيه المغمورتين بالحديث، دون أن أسمع مما يقول، شيئاً· وكان ذلك موقفاً شبهَ ـ إراديّ، تقريباً·
صرتُ أخشى الامتلاء الفارغ بعد أن فَرَّغْت حُمولي·
الظُعون تمشي·
أراها أمامي، وأنا واقف في المكان·
أبي الطويل، الأسود الفخذين، يركض وراء الجمل الهائج· أمي تُقَلْقِل الوتد المغروس في القاع لتزحزحه· والوَتَدُ لا يريد أن ينقلع من الأرض· ثَمَّة رَبْط سرّي للشيء بمكانه· حتى الوتد يتشبّث بموضعه، ولا يريد أن يَنْشَلِع منه؟
ولكن، لِمَ عَبَرَتْ فكري، الآن، تلك اللحظة الغارقة في القدم من طفولتي؟
وبدا لي أنني سمعتُه يقول بهدوء، وكأنه يؤنِّبني على صمتي الذي طال:
- اللسان يصمتُ، أما العقل فلا يكفُّ عن التكلُّم· أنتَ لا تخدعني·
ودون أن ينظر إليَّ، أضاف، وكأن الصوت، وحده، يكفي لنقل المشاعر والأحاسيس:
- بين الصمت والكلمات، تبدأ حياة الكائن، وتنتهي·
بعد أن قال ذلك، ابتعد عني، وهو يوصيني، دون أن يتوقف عن المشي: لا تَنْسَ هذا·