أنت هنا

قراءة كتاب مدينة لا تخرج من البيت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مدينة لا تخرج من البيت

مدينة لا تخرج من البيت

رواية "مدينة لا تخرج من البيت" الصادرة عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» لللكاتب والتشكيلي الفلسطيني محمد السمهوري، هي رواية تقترب من الفانتازيا لتتحدث عن بُعدين تاريخي ورمزي، حيث يحكي الكاتب قصة مدينة يقرر زعيمها حشرها في البيت، ليتناول فيها الأحداث ببع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
المفاجأة أن تلك السيدة التي كانت بجانبه في المظاهرة الاحتجاجية العارمة والعارية كانت تسكن في الطابق الثالث من البناية نفسها ولم يكن يعرف أنه وهي جاران، إلا حين عادا معا، مشيا في الطريق ذاته، بدأ الفأر يلعب في صدره، شعر بالخجل من أن يسألها أين تذهب وأين بيتها؟ اعتقد أنها قد تكون أعجبت به، وأنها تتردد أن تذهب معه إلى البيت، سعد جدا للفكرة غير الدقيقة في بادئ الأمر، مشت بجانبه كأنها تمشي بين القبور، حزينة ومتعبة وصوتها مبحوح، وصلا إلى البناية التي يسكن فيها فدخلت معه، لحظتها ارتبك أكثر، نظرت في وجهه وهي تبتسم ابتسامة خفيفة قالت: أنا أسكن أيضا في هذه البناية في الطابق الثالث يمكنك أن تزورني وقت ما تشاء، دلفا إلى المصعد، أرخى كل منهما جسده متقابلين ينظران في وجهي بعضهما كأن التعب والعتاب والخلاف عنوان لعلاقة بينهما·
 
وقف المصعد عند الطابق الثالث، خرجت ببطء وأشارت إلى باب بيتها، ثم قالت له بشكل سريع : في أي طابق تسكن أنت؟ أجابها : في السابع ومضت·
 
فتحت باب بيتها ودخلت·· مشى وهو يتأمل كل ما جرى في ذلك المساء، وقلبه يخفق على غير عادته، كان مرحاً رغم عودته مجبرا إلى البيت، للمرة الأولى يشعر بالطمأنينة وكأن سهم نجم أصابه أو ثلج قطب جنوبي أو شمالي بدأ يذوب بداخله، تذكر في تلك اللحظة الطريق إلى البساتين وسلاسل الحجارة التي تؤكد وجود ممرات بين البيوت، وشجرة الصبار جميلة الأزهار قبل النضوج، كأنها امرأة تناديه بأثر رجعي إليها، يمشي حتى يصل إليها على وقع صوت نداء سري يدعوه، ليقف أمامها ويستنشق قدرته على تحمل الكوارث والمشكلات وضيق الحال، ليمشي عاري القدمين على شوك مبعثر على تراب أحمر لا يصلح إلا للخصوبة·

الصفحات