قراءة كتاب والهمس لا يتوقف ابدا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
والهمس لا يتوقف ابدا

والهمس لا يتوقف ابدا

رواية " والهمس لا يتوقف أبداً "، صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للكاتبة الأردنية الدكتورة ليلى نعيم، تحكي الجانب الإنساني الفلسفي حيث اعتمدت فيها على أساطير الإغريق. نقرأ من هذه الرواية:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
 وكيف أنهم، ودون دراية منهم، حولوا جلداً قذراً لحيوان بري، بعد عملية قاسية ووحشية بالتأكيد، الى قطعة طيبة الملمس والوظيفة، حيث استقرت في داخلها رسائل تشكل مستودعاً آمناً لرسائل بعض الأشخاص الذين سيشكلون وحدة لمسار، بالرغم من عدم معرفة الواحد منهم للآخر؟ ما هذا العالم الغريب والمثير للدهشة دائماً وكيف تمتزج عناصره وعلى أي نحو؟ وكيف للأزمنة وأشخاصها أن تتداخل وتشكل في بعض الأحيان وحدة أكثر من هذه الوحدة التي تشد يدي الى ذراعي الى رأسي؟ أخذت أصابعي تتحسس من جديد، ليس حدود تلك الإبتسامة وسيدها الحزين، بل الكثير من حقيقة وجودي وحقيقة المكان· دوسيه غريبة أليفة، من بلد بعيد يمتد على سواحل بحر الشمال·
 
ما هذا الذي يحدث ولماذا ؟
 
أخرجت الرسالة الأولى· أعرفها جيداَ، فلقد مضى عليها زمن منذ ان وصلت الي، وبالرغم من صغرها وطول فترة وجودها، بقيت غائبة حاضرة في يومي· فتحتها للمرة···لاأعرف ولا يمكن لي حتى التكهن بعدد المرات التي قرأتها· رسالة وملحق· الرسالة من عدة أسطر والملحق من عدة صفحات·
 
عزيزتي
 
قرأت ما أنتجته صحبتك الشتوية لكاتبنا العجوز الطيب، وبالرغم من إحساسي المسبق بأنكما ولدتما لتكونا خير الرفاق، إلا أنني تفاجأت من النص· لو قدر لصديقنا العجوز أن يولد عربياً لما كان تجاوز جمالية النص الذي بعثت به إلي· أحبكما، أنت وهو، لكن هناك أمر يؤرقني لدرجة أصبح، وهذا ما علي أن أعترف به، يشكل كابوساً· إنها البساطير أيتها العزيزة· نعم البساطير، أعني جزم العسكر وأنت تعرفينها· لم أكن واعياً حجم تطور هذا الهاجس على نحو كابوسي إلا عندما كنت في زيارة والدتي الحالمة في مكتبتها التي تعرفينها· وكعادتها حضرت لي فنجان الشاي المعهود ولم يكن هناك اي زبون لشراء بعض الكتب· كان النعنع هو المذاق المساند للشاي في ذلك اليوم· إنها، كما تعرفين أيضاً، كأغلب سكان مدينتنا، مولعين بالأعشاب إياها· فيوم تتصدر المليسة عرش قلوبهم لتتنحى في يوم آخر للميرمية او الحبق او الزعتر· ما حدث في ذلك اليوم كان كالتالي: كنت قادماً من جلسة تحضيرية لنص فيلمي القادم: فيلمي الحلم· أراك الآن تضحكين وربما تصرخين ضاحكة: ومتى كان اي عمل لك في مرحلة تحضيره الا المشروع الحلم· على أية حال، كفاك ضحكا!!! جاءتني والدتي بالشاي وبصحن صغير استراحت بعض وريقات النعنع في حوضه! لم أصح الا على يد والدتي تفرك لي جبيني وتسألني عمن كنت اكلم وعن سبب دموعي· عندها فقط تيقنت بأنني أجلس وسط كماشة هذا الكابوس· تخيلي أنني سمعت وريقات النعنع تتأوه متألمة وهي تحكي لي ما أصابها من جبروت البساطير التي مرت عليها وسحقتها· سألت نفسي بعدها عن سبب إصابتي بهذه اللوثة وإذا كان السبب هو طبيعة الفنان الذي يستعد لحربه الخاصة أم السبب هو في ازدهار صناعة البسطار وتقدم آلية ترويجه؟

الصفحات