كتاب "تحليل خطاب الراوي- في نماذج من الرواية العُمانية"؛ للكاتب العُماني حمود حمد الشكيلي، لقد توجّهت الدراسات النقدية الغربية الحديثة إلى البحث في التقنيات الفنية للكتابات السردية من خلال معاودة النظر في ما خلّفه المبدعون الأوائل من محاولات تنظيرية حول الب
أنت هنا
قراءة كتاب تحليل خطاب الراوي - في نماذج من الرواية العمانية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

تحليل خطاب الراوي - في نماذج من الرواية العمانية
الصفحة رقم: 5
إنّ الرواية عامّة والقصّة خاصة في سلطنة عمان احتلّت في السنوات الأخيرة المكانة التي تبوّءها الشعر العماني القديم من خلال الأسماء التي أفرزتها التجربة الشعرية العمانية مثل أبو مسلم الرواحي، وأسماء أخرى لا مجال هنا لذكرها، وراح السرد يسحب بساط الشعر، ويدغدغ أفكار الشعراء العمانيين كي يجربوا كتابة السرد (17)·
ثمة دراسة حديثة (18) ترى أنّ أوّل رواية عمانية كانت قد صدرت في زنجبار، وقد حمل المخطوط عنوان أحلام، وهي لمؤلّف مجهول الاسم وقد وقّع روايته باسم مستعار، كما أنّ هناك مخطوطا روائيا للكاتب العماني أحمد الزبيدي لم يصدر حتى لحظة كتابة هذه المقدمة، يذكر كاتبها أنه قد خطّها مع منتصف السبعينيات أو بعد المنتصف بسنتين تقريبا ، وقد أشار إليها محسن الكندي في ورقته سابقة الذكر، وحمل مخطوط الرواية عنوان قاعا للسقوط اسمه مسقط
نخلص من كلّ ما تقدّم أنّه في ظلّ هذه الأبعاد التاريخية -وبغضّ النظر عن هذه البداية مع من كانت، في انتظار دراسة تأريخيّة للرواية في عمان- فإنّ الرواية في عمان تشكّلت بداياتها بصورة بسيطة وفي محاولات محدودة في السبعينيات من القرن الماضي· وكما هو الأمر في بداية كتابة أيّ نوع أدبي حادث، فقد اعترضت الرواية في بداياتها الأولى جملة من العثرات الفنية، ولا ضير في ذلك، حيث إنّ الكتابة تحتاج إلى مراس دائم ومستمر، وتحتاج إلى دربة وتمثّل للنوع الروائي، شأنها في ذلك شأن كل الأجناس الأدبية الأخرى·
ثمة أسماء أخرى قد كتبت الرواية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، نذكر من هؤلاء مثلا سعود المظفر، وسيف السعدي، وآخرون· ومع نهاية التسعينيات ظهرت أوّل رواية للروائي علي المعمري، وقد شهدت الألفية الجديدة دخول أسماء عديدة إلى الكتابة الروائية نذكر منهم: حسين العبري ومحمد بن سيف الرحبي·
إنّ هذا التحوّل الذي شهده المجتمع العماني الحديث في ظل الطفرة الصناعية والإلكترونية والنفطية الحديثة حتّم على أفراد المجتمع أن يبحثوا عن وسيلة للتعبير تناسب العصر الحديث، أسوة بالتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي شهدتها رمال الخليج العربي، فكان على المجتمع العماني - أحد مجتمعات الخليج العربي- ضرورة البحث عن صيغة جديدة للتعبير تناسب حراك العصر الحديث، فبدا من خلال النتاج السردي الوفير الذي أفرزته أسماء عديدة، سواء في القصة أو الرواية أن السرد هو أنسب وسيلة للتعبير، فهو الأقرب للطبيعة البشرية المناسبة للتحولات الكبرى التي شهدها المجتمع العماني الحديث·