رواية "عرائس الصوف" للكاتبة ميس خالد العثمان، تلملم هذه الرواية الحائزة على جائزة الأديبة "ليلى العثمان للإبداع الشبابي في السرد لعام 2006"، أرجاء ذاكرتها المتبعثرة وتبحث عن أنوثتها المتأخرة في المرايا، لكنها لا تعثر إلا على ضمور هادئ وشباب خجل طال انتظاره.
أنت هنا
قراءة كتاب عرائس الصوف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
دفء شمس الصباح أيقظنا··
دغدغ النور أجفاننا، دليلة وأنا، لكزتني لأطرد النعاس، فتحت عيني على اتساعهما واستقبلتني بضحكة أوسع، مشيرة بأصابعها ناحية الشباك الكبير··
كنا نتبارى لتصل إحدانا أسرع إلى سياج السطح، وغالبا ما تسبقني هي، بينما أعدل من هيئة شعري المنكوش إثر النوم·
كان نذر يشير إلينا بيديه بحركات بقينا نستغربها، فتخبو الابتسامة رويدا رويدًا عن شفاهنا، نتبادل علامات التساؤل بسكون ملامحنا الخجلة !
يومها، سحبتني دليلة من يدي، نزلنا من تعلقنا بالسياج، ومجتهدة شرَحَتْ لي إشارات نذر تلك التي استقبلتها أنا بفتورٍ وَجِلْ، بينما بدت لي دليلة أكبر مني سنا وخبرة وأكثر ذكاء·· لذا، تقدّم نذر لخطبتها !
بنفس صدمتي استقبلت النزلة في جبل الكوم خبر خطبتهما··
هاجت نزلتنا، حيث لا مكان لإخفاء الأسرار، وما رأيت فرحًا كالذي سكن عوجة، إذ غادرتها كل الأمراض بعد أن شاركتها سنوات من عمرها عنوة·
ولا أدري إن بعُدَتْ عني دليلة أم صرت أستشعر ابتعادها لأنه اختارها دونًا عني··
اختار دليلة السمراء المتفتقة أنوثة، الأكثر إغراء وجرأة، ولا زلت أتذكر كم تناثر من همس حول زواجهما، أشياء كثيرة تشبه: اصطادته عوجة لابنتها السوداء !
ظلت تحوم حوله حتى أوقعته، بتعاويذها وسحرها، و إلاّ لمَ ترك ابنة عمة البيضاء بأصلها الطيب ؟!
متناسين أنني أحمل رِجلا ضامرة ودون معنى·
بديعة كانت ليلتهما··