رواية "عرائس الصوف" للكاتبة ميس خالد العثمان، تلملم هذه الرواية الحائزة على جائزة الأديبة "ليلى العثمان للإبداع الشبابي في السرد لعام 2006"، أرجاء ذاكرتها المتبعثرة وتبحث عن أنوثتها المتأخرة في المرايا، لكنها لا تعثر إلا على ضمور هادئ وشباب خجل طال انتظاره.
أنت هنا
قراءة كتاب عرائس الصوف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
لا تسلقنا للأشجار، ولا اختباءنا في الصخور الناتئة البعيدة قبيل الغروب، لن تعود لتشاركني خوفي من حكايات أمنا عوجة عن الجن والليل والرعد··· صرت أرفض الإقدام على ممارسة ذاك العبث الطفولي وحيدة، دون تحفيز منها على فعل الممنوع الأكثر إمتاعا وبهجة، ابتعدت عن المغامرة وحيدة منذ تزوجت دليلة، وتركتني منسحبة من حضني إلى حضن نذر الذي أخرست أمه الشيخة غزوى كل الألسن في مدينة الفضائح والوشايات، بمباركتها العلنية لارتباطهما، رغم أنها ما كانت تطمح بتزويجه من ابنه العوجه كما تسميها نساء (النزلة)!
لكنها أرادت نسلا للشيخ مصيوب ليصير امتدادًا لصيته الرفيع، بعد خيباته الأربع، بناته !
مصيوب الذي كان، رغم صلابته، يبقى الليل بطوله يتضرع إلى خالقه كي يهبه الولد، ليكمل مشيخته فلا تعيبه الأعراب، هكذا كنا نسمع عنه من القابلة حسنة بعد ولادات غزوى زوجته·· بعد أن تزف له خبر ولادة أنثى جديدة فلا يجود عليها إلا بــبصقة على وجهها الأبرص، ويهرب بعيدا عن النزلة، يقبع في الوادي العميق وحيدا قبل أن يعود لمواجهة الناس ونفسه !
في مدينتنا حيث لا سر يستطيع حجب نفسه، حتى أسرار الفراش كانت متاحة، أسرار العشق والأحلام المعلقة والوله كلها تلوكها الألسن·· تظل تكبر حتى تذوي وتتلاشى مع انحسار الضوء·· في مدينتنا الضيقة حد الاختناق، يثرثر أهل النزلة ولا يتعبهم تناقل الحكايات الجديدة كل يوم، محاولين إيقاعنا بفخاخ النميمة المعتادة !
قبيل غروب الشمس قررتُ معاودة جنوني، قضيت فسحة من الزمن على حافة البئر/بئرنا، باشرت رمي الأحجار، مرهفة السمع لهمهمات الأرواح الهائمة ومناجاتها·· رأيته·
تبعت ظله الرشيق بنظري حتى تلاقت أعيننا بوجل ! لا أدري إن كنت نهضت واقفة أم يبست في مكانـــي··
لكن صوته خرج عميقا وواثقا:
أريدكِ !