رواية "عرائس الصوف" للكاتبة ميس خالد العثمان، تلملم هذه الرواية الحائزة على جائزة الأديبة "ليلى العثمان للإبداع الشبابي في السرد لعام 2006"، أرجاء ذاكرتها المتبعثرة وتبحث عن أنوثتها المتأخرة في المرايا، لكنها لا تعثر إلا على ضمور هادئ وشباب خجل طال انتظاره.
أنت هنا
قراءة كتاب عرائس الصوف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
بدأ الركب بالتفرق، كنت أُدلّي رأسي بحزن بقي يتزايد كما بقي البيت ساكنا، مظلما، وانعكاس الأنوار على سياج السطح ذاته، الذي خطف مني دليلة !
صباحا، سبقتني عوجة إلى الاستيقاظ، حَمَلَتْ فرشتها ونزلت تسابق درجات السلم، بقيتُ شبه نائمة أتمطى مبتسمة:
أم العروسه فاضية ومشغولة··
عاودني شوق طازج لتسلق سياج السطح، كان بيت دليلة يقف شامخا قبالتي، وصرت أتطلع لذلك الشباك الواسع بنصف ابتسامة، حتى ظهر لي فجأة !
لا أدري إن كانت ابتسامتي قد استطالت أم تلاشت إثر الصدمة، لكن لحظتها ظهر لي بإشارة من يده يلفت بها انتباهي·· سخونة غريبة شحنتني وتساءلت:
لم َ ترك عروسه وعاود وقوفه في الشباك الكبير !
منسحبة نزلت، تاركة سياج السطح خلفي ودهشتي، بقلب يخفق هلعا، استقبلتني رائحة إفطار صباحي شهي، فقد حضّرت عوجة طعامًا مذهلاً يشمله التنسيق، دقائق وأتانا طرق خفيض على الباب، فتحت، كانت دليلة مُزهرة تضحك، ضممتها بحب مضاعف وأخذتني بين يديها بفرح، شعرتها تحمل معها رائحته !
تذكرت ظهوره المفاجئ على الشباك الكبيــر، مشيرا إليَّ بحركته التي فسرتها لي دليلة ذات صباح نزق، فهمتها هي وتزوجته !
سحبتها عوجة من يديها/ مني إلى غرفة داخلية، ودار همس خفي لا يظهر منه سوى حدّة السين وضحكات بمعان عميقة ضج بها المكان، كم تأكّد لحظتها بأن الُيتم اختارني، لمرة وحيدة شعرت بغربة عوجة عني وأنها أم دليلة فقط !
باحتضان ثان ٍ غادرتنا دليلة، بشقاوتها وعطرها الذي حمل شيئا منه وتسّرب إليّ، بابتسامة الفرح الطازج توارت وراء الباب الحديدي للبيت الكبير··
غابت ولم نعد نمارس جنوننا··