رواية "عرائس الصوف" للكاتبة ميس خالد العثمان، تلملم هذه الرواية الحائزة على جائزة الأديبة "ليلى العثمان للإبداع الشبابي في السرد لعام 2006"، أرجاء ذاكرتها المتبعثرة وتبحث عن أنوثتها المتأخرة في المرايا، لكنها لا تعثر إلا على ضمور هادئ وشباب خجل طال انتظاره.
أنت هنا
قراءة كتاب عرائس الصوف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
تحت الفانوس فتحت عيني في الظلام، شعرت أنني على الضفة الأخرى من العالم، مرتبكة، حزينة وتائهة·· استحضرت الزمن بشكل استثنائي تلك الليلة·
اشتقت حكايات عوجة عن الجن والليل السابح في الزرقة، اشتقتها تقلب صفحات قديمة من حياة بائسة· لم يخطر ببالي أني كَبُرْت إلا حين سمعت:
أريدك !
إلا بعد غمزاته التي ما كنا دليلة وأنا نعرف لمن يوجهها·
ما كنا ننتظر شيئا ! أو هكذا كنت أظن··
كانت أسرع مني فهمًا، فكان لها·
نُصبَت الخيام والغزلان مذبوحة تنتظر الشواء ورائحة القهوة المحمصة، كلها نذير لوجود أبي الشيخ حابس في (النزلة)، جاء يبارك زواج نذر ابن عمي من دليلة، ثلاث ليال تستمر المباركات يغادر بعدها مواصلاً سفره غير المعلن، فرحلات أبي حابس حدث غير واضح المعالم، غير مسموح لأي كان تجاوز الحدود والتلميح حتى لمعرفة أكثر مما كان يتاح !
خرجت راكضة أقبّل أبي، رأيته من بعيد يضم نذر إلى صدره بتلقائية أبوية، ضمني بفرح استغربته وما لاحظ صوتي المختل، ولا ارتباك الكلمات التي قذفته بها - مرحبة- !
تركنا أبي - لا أدري لمَ- ومضى بعيدا !
وكأن الزمن قد تواطأ مع الأحداث، جذبني نذر إليه بثقة، أضاف بعد أن شهقت:
لا تقسي عليّ ولا على نفسك!
جذبني بعيدًا عن الأعين··
كنا لصق جدار بيتهم الكبير·· نطقت لمرة أولى··
سأحبك بقوة، وسيغدو حبنا مشكلة لا مثيل لها
ابتسم بالتماع أسنانه··