يتناول الباحث الاردني محمد سواعي موضوع المصطلحات العربية الحديثة ونشوئها في كتاب (الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر) وقد عالج المؤلف موضوع الحاجة الى مصطلحات حديثة بعد احداث تاريخية كان لها تأثير كبير في الحياة والثقافة العربيتين ومن ذلك
أنت هنا
قراءة كتاب الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر
الصفحة رقم: 6
ولا يَخْفى على القارِئ فإنَّ الفِعلَ اِصطلح يَتَعدَّى بِحَرْفِ الجَرِّ على، كما نَرى ذلك من نَصِّ ابن فارِس في البابِ الـمُشارِ إِليْهِ في السُّطورِ السّابِقة نُثْبِتُهُ هُنا فائِدةً للقارئ وما عَلمناهم إشارة إلى الصحابة اصطلحوا على اختراع لغةٍ أو إحداث لفظةٍ لم تتقدمهم···(6)· وإذا اِشْتَقَقْنا اِسْمَ الـمَفعولِ من هذا الفِعْلِ الـمُتَعدّي بـِ على يَنْتُجُ اللفظُ الـمُوَلَّدُ مُصْطَلَحٌ على أيْ على شيئٍ من الأشياءِ يُعَيِّنُهُ الكاتِبُ أوْ الـمُتَكَلِّمُ· ولمْ يَرِدْ مُصطَلَح على (س) بِـمَعنى اِصطلاح في الـمَعاجِمِ التُّراثيَّةِ العَربيَّةِ بَدْءأً بِمُعْجَمِ الخَليل العيْـن في القَرْنِ التّاسِعِ وانْتِهاءً بِـ تاج العروس في القَرْنِ الثامِنَ عَشَرَ· ولكن حتّى نكونَ مُنْصِفينَ للـمُسْتَشْرِقِ الهولَنْدي راينْهارت دوزي Reinhart Dozy حَقَّةُ فقد اِسْتَدْرَكَ هذا الباحِثُ مُفردةَ مُصطَلَح في مُلْحَقِهِ على الـمَعاجِمِ العَربيَّةِ، إذْ أشارَ إلى وُرودِها في مُقدِّمةِ ابن خلدون التي حَرَّرَها كاتْرمير Quatremere في ثَلاثةِ مُجلَّداتٍ في باريس عامَ 1838م، وفي ترْجمةِ هذِهِ الطبعةِ التي قامَ بها دو سلين de Slane عامَ 1863م، التي يَصِفُها دوزي بِأنَّها تَرْجمَةٌ رَديئَةٌ· كما أشارَ دوزي إلى وُرودِ مصطلح في النَّصِّ التّالي الذي اِقْتَبَسَهُ من قاموس لويس الويس بُقْطر Dictionnaire français-arabe (de langue usuelle): سبيلي من هذه العهدة التي لم أطقحملها ولا عرفتُ كما زعموا مصطلحها(7)· وعلى الرَّغْمِ مِن إشارةِ دوزي لِلَفْظِ مُصْطَلَح في مُعْجَمِهِ الصّادِرِ في نِهايةِ القرْنِ الثامِنَ عَشَرَ، فإنَّ الـمَعاجِمَ اللُّغَوِيَّةَ في القرْنِ التّاسِعَ عَشَرَ كقاموسِ محيط الـمُحيط لِبُطرس البُستاني (1819-1883م) الصّادرِ عامَ 1867م و1870م، وفي القَرّنِ العِشرين كَقاموس الـمُنجد في اللغة والأعلام الذي صَدَرَ عامَ 1908م لِلأب لويس الـمعلوف اليَسوعي (1967-1946م) أَهْمَلَت إيرادَ مصطلح بِـمَعنى اِصطلاح وقد يَعودُ السَّبَبُ إلى عَدَمِ اِطِّلاعِ واضعي هذِهِ الـمَعاجِمِ على كتاباتِ الغَرْبيّينَ في مَيْدانِ اللُّغَةِ العَربيَّةِ من أمثالِ دوزي، أوْ لِقِلَّةِ الاِتِّصالِ العِلمِيِّ الـمَعْروفِ بين الـمُتَخَصِّصينَ في أيّامِنا هذِهِ، ورُبَّما كذلك لِعَدَمِ تَوافُرِ الـمُؤَسَّساتِ العِلميَّةِ كالجامعاتِ ومَعاهِد الدِّراساتِ العُليا في الشَّرْقِ العربيِّ في تِلك الفَتْرةِ التي من طبيعَةِ وَظيفتِها مُتابَعةُ الحُقولِ الـمَعْرفيَّةِ والاِتِّصالِ بين الباحثينَ·
ومن الـمُمْكِنِ تَفسيرُ عَدَمِ إيرادِ مُفْردةِ مصطلح في الـمَعاجِمِ العربيَّةِ بالتَّقليدِ الـمُتَّبَعِ في تَنظيمِها وذلك أَنَّها كانت تُغْفِلُ ذِكْرَ الـمُشْتَقّاتِ الـمُطَّرِدَةِ والـمُفرداتِ الـمُوَلَّدةِ بالقِياسِ والقَواعِدِ الصَّرفيَّةِ التَّوليديَّةِ الـمَعروفةِ كاسْمَيْ الفاعِلِ والـمَفْعولِ، واسْمَيْ الزَّمانِ والـمَكانِ، والمَصْدَرِ، إلخ · ويُلفِتُ الودغيري، وكذلك أحمد شَفيق الخَطيب، نَظَرَنا إلى أَنَّ لفظَ مصطلح مُرادِفاً لـِ اِصطلاح لم يَدْخُل القواميسَ العربيَّةَ إلّا في مُنتَصَفِ القَرْنِ العِشْرينِ في قاموسِ الـمُعجم الوجيز(8)· ويَجِبُ أَنْ نَأْخذَ في الاِعتِبارِ أنَّ هذا المُعجَمَ كانَ قَد صَدَرَ من مَجْمعِ اللغةِ العربيةِ بالقاهرة عامَ 1980م، عِلْماً أنَّ الـمَجْمعَ نَفسَهُ كان قد أصْدَرَ قاموسَ الـمُعجَم الوسيط عامَ 1960م· ولمْ يُثْبِت هذا القاموسُ، أيْ الـمُعجم الوسيط، لفظةَ مُصطلح من ضِمْنِ اِشْتقاقاتِ الفِعل اصطلح، إذا أَثْبَتَ لفظةَ اِصطلاح فَقَط· وتَبِعَ الـمُعجَم العربي الأساسي الذي أصْدَرتْهُ الـمُنَظَّمةُ العربيَّةُ للتَّربيةِ والثَّقافة والعلوم (اليكسو) عامَ 1989م في تَقليدِ الـمُعْجَم الوَجيز، أيْ في إثباتِ لفظةِ مصطلح فيثَنايا الاِشْتِقاقاتِ من الفِعْلِ صلح(9)· وَرَدَ تَعريفُ مصطلح في المعجم العربي الأساسي كالتّالي: مُصْطَلَحٌ ح -ات : ما تم الاتّفاق عليه مُعْجَمُ مُصْطَلَحات الفِيزيَاء، توحيد المصطلحات العِلْميَّة هذا الأمر مُصْطَلَحٌ عَليْه أي مُتَّفَقٌ عَلَيهِ