يتناول الباحث الاردني محمد سواعي موضوع المصطلحات العربية الحديثة ونشوئها في كتاب (الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر) وقد عالج المؤلف موضوع الحاجة الى مصطلحات حديثة بعد احداث تاريخية كان لها تأثير كبير في الحياة والثقافة العربيتين ومن ذلك
أنت هنا
قراءة كتاب الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر
الصفحة رقم: 9
ومِنَ الغَرابةِ أنْ نَذكُرَ أنَّ لفظَ مصطلح كان مُسْتَعْمَلاً، كما بَيَّنا في كتاباتِ ابن خلدون، في الوَقْتِ الذي وُضِعَ بهِ لسان العرب لابن مَنظور الذي فارَقَ الحياةَ في القَرْنِ الثّامِنِ الهِجريِّ (711هـ/1311م)، وكذلك القاموس الـمُحيط للفيرزآبادي في القَرْنِ الثّامِنِ الهِجْريّ الذي تَلى وَضْعَ لسان العرب مع ذلك فإنَّ هذَيْـنِ الـمُعجَمَيْـنِ لم يُثْبِتا هذِهِ اللفظةَ في قائِمةِ المُفرداتِ الوارِدَةِ في مُعْجَمَيْهِما· ولعَلَّ السَّبَبَ - كما ذَكَرْنا في مَوْقِعٍ آخَرـ هو أنَّ الـمَعاجِمَ التُّراثيّةَ لم تُورِدْ في ثَناياها الـمُشْتَقّاتِ مِن الأفْعالِ على الأبْنِيَةِ الصَّرْفيَّةِ القِياسِيَّةِ·
يَتَّضِحُ مِمّا سَبَقَ قَوْلُهُ فإِنَّ لفْظَ مصطلح كانَ مَأْلوفَ الاِسْتِعْمالِ مُنذُ القَرْنِ الثّامِنِ الهِجْريِّ، مُرادِفاً لـِ اصطلاح، على الرَّغْمِ مِن شُيوعِ اللفظِ الأخيرِ بِنِسَبٍ أكثرَ من الأوَّلِ· ولَيْسَ غَريباً أنْ يَسْتَعْمِلَها الكُتّابُ في كِتاباتِهِم في العُصورِ التّاليَةِ· وإذا أرَدْنا تَأريخَ اِسْتعمالِ مصطلح، وجَمْعِهِ مصطلحات، في الكتاباتِ العربيَّةِ الحديثَةِ، لَزِمَنا أنْ نَنظُرَ في كتاباتِ القَرْنِ التاسِعَ عَشَرَ، وخاصَّةً بعد إدْخالِ مَطبعةِ بولاق إلى مِصر في 1828م، وطَبْعِ الكُتُبِ الكثيرةِ التي بَدَأت في الظُّهورِبعد ذلك· أمّا في القَرْنِ العِشْرين، فَنَسْتَطيعُ القَوْلَ إنَّ اِسْتِعمالَ لَفظَةِ مصطلحات (ومُفردها مصطلح) وَرَدَ في أَوائِلِ العِقْدِ الرّابِعِ مِن القَرْنِ العِشْرين(21)· ويَدْعَمُ هذا الرأيَ وُرودُ هذِهِ اللفظةِ في مُقَدَّمةِ كتابِ الاعتبار لأُسامة بن مُنقِذ الذي حَرَّرَهُ فيليب حِتّي وطبَعَهُ بِـمَطبعةِ جامعة پرِنْستون في وِلاية نيوجيرزي بالوِلاياتِ الأمريكيةِ الـمُتَّحدَةِ عامَ 1930، كما نَرى في النَّصِّ التّالي: ليس في مصطلحات العربية علامات للاقتباس تضمّن الجمل الـمحكية···(22)· واسْتِعمالُ فيليب حِتّي تلكَ اللفظةَ في أوائِلِ العِقْدِ الرّابِعِ من القَرْنِ العِشرين يَقودُنا إلى القَوْلِ إنَّها رُبَّما كانت مَألوفةً، ولوْ في نِطاقٍ ضَيِّقٍ، إنْ لم تكُن مُسْتَعْمَلَةً على نِطاقٍ أَوْسَع· ولا نَستطيعُ التأَكُّدَ إنْ كانَ حِتّي قد نَفَضَ الغُبارَ عَن هذِهِ الـمُفردةِ بعد هَجْرٍ طَويلٍ، على الرَّغْمِ من بُعْدِهِ عَن مُحيطِ اللغةِ الأُمِّ لإقامَتِهِ الطويلةِ والـمُسْتَديمةِ في بِلادِ الـمَهْجَرِ (الوِلاياتِ الأمريكيةِ الـمُتَّحِدَة)، أوْ أنَّهُ سَمِعَها قَبْلَ هِجْرَتِهِ من لُبنان، أوْ قَرَأَها في كِتاباتِ آخَرينَ سَبقوهُ· وليْسَ مِن المُسْتَبْعَدِ أنْ يكونَ اِسْتِعمالُ لفظةِ مصطلحات ومُفرَدِها قَد تَواتَرَ في الكتاباتِ العربيةِ بعد ذلك، كما نَرى في عَناوينِ الـمَقالاتِ الكثيرةِ كـَمَقالةٍ بِقَلَمِ محمد كامل حسين بِعُنوان القواعد العامة لوضع الـمصطلحات العلمية(23)، وغَيْرِها الكثير الذي يَحْمِلُ لفظَ مصطلحات في عَناوينِها وخاصَّةً في مجلة مجمع اللغة العربية، وكذلك في عَناوينِ بعضِ الكُتُبِ كَكتابِ مصطفى الشِّهابي عن المُصطلحاتِ العِلمِيَّةِ، على سَبيلِ الـمِثالِ لا الحَصْر(24)·