أنت هنا

قراءة كتاب الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر

الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر

يتناول الباحث الاردني محمد سواعي موضوع المصطلحات العربية الحديثة ونشوئها في كتاب  (الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر) وقد عالج المؤلف موضوع الحاجة الى مصطلحات حديثة بعد احداث تاريخية كان لها تأثير كبير في الحياة والثقافة العربيتين ومن ذلك

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
 وللحَماسِ الذي أبداهُ الودغيري في دَعْمِ رَأْيِهِ بِوُرودِ لفظِ مصطلح في أسْماءِ كُتُبٍ في التُّراثِ العربيِّ زَعَمَ أنَّ بروكلمان قد أوْرَدَ في كِتابِهِ تاريخ الأدب العربي ثَلاثةً وعِشرينَ شَرْحاً لكتابِ ابن حَجَر العَسقلاني نخبة الِفَكَر في مصطلح أهل الأثر تَحْمِلُ في عَناوينِها لفظَ مصطلح، وجَمعَهُ مصطلحات(17)· واعْتَمَدَ الودغيري في هذا القَوْلِ على النُّسخةِ العَربيَّةِ لِكتابِ بروكلمان تاريخ الأدب العربي التي قامَ بِتَرْجَمَتِها عبدالحليم النجار· وعِندَ مُراجَعَتِنا كِتابَ بروكلمان المَذْكورَ في اللُّغةِ الألمانيةِ التي صَدَرَ بها الكتابُ، وَجَدْنا مادَّةً واحِدةً فَقَط تَتَحَلّى بِلَفظِ مصطلح في عُنْوانِها، ألا وهي مصطلح الإشارات في القراءات، وثلاثَ مَوادٍّ تَحْمِلُ عُنوانَ مصطلحات، نُورِدُها كالتّالي: مصطلحات أهل الأثر، ومصطلحات الصوفية، ومصطلحات الطِّبّ ولم نَجِد ثَلاثَةً وعِشْرين عُنواناً تَحْمِلُ مصطلح أَوْ مصطلحات، الرَّقَمَ الذي ذَكَرَهُ الودغيري، مع أسَفِنا الشَّديدِ، دونَ تَحَقُّقٍ(18)·
 
ويُقِرُّ الودغيري أنَّ لَفظَ اصطلاح بُدِءَ اِسْتِعْمالُهُ مُنذُ القَرْنِ الثّالِث الهِجْريِّ كما رَأيْنا في الـمُقْتَضَب للمُبَرِّد (ت· 286هـ/899م)، وكتابِ الصاحبي لابن فارس (ت· حوالي 395هـ/1004م)، والخصائص لابن جِنّي (ت· 392هـ/ 1001م)، ومَفاتيح العُلوم للخَوارِزمي (ت· 387هـ/997م)· ويُضيفُ أنَّ لَفظَيْ مصطلح واصطلاح اُسْتُعمِلا في كُتُبِ الصُّوفيَّةِ، والتّاريخِ، والكتُبِ الدّيوانيةِ/الإِنشائِيَّةِ في القَرْنيْـنِ الثّامِنِ والتّاسِعِ، وكذلك في عُلومِ القِراءاتِ والجَدَلِواللُّغةِ(19)·
 
وللرَدِّ على قَوْلِ يحيى عبدالرؤوف جَبْر أنَّه لا يَجوزُ اِسْتعمالُ لفظِ مصطلح دونَ حَرْف الجرّ على، ذَكَرَ الودغيري آراءَ ابن يَعيش في شَرْحِ الـمُفَصَّل والبناني في الحاشيَةِ على شرح الـمحلّي على جمع الجوامع لابن السّبكي بأنَّ حَذْفَ حَرْفِ الجَرِّ على في اِشْتقاقِ اِسْمِ الـمَفْعولِ مُصْطَلَحٌ عليهِ يكونُ من بابِ التَّخفيفِ لكَثْرَةِ الاِسْتِعْمالِ، وكذلك لاِسْتِعمالِ هذِهِ اللفظةِ في التَّسْمِيةِ، أيْ أنَّ اِستعمالَ مصطلح أصْبَحَ اِسمَ عَيْـن، أوْ لَقَب· وهذا التَّخْريجُ في اِسْتِعْمالِ لفظِ مصطلح دون حَرْفِ الجَرِّ يكونُ على غِرارِ اِسْتِعمالِ الألفاظِ الكثيرةِ في كُتُبِ اللُّغةِ، وأُصولِ الفِقهِ كلفظِ مشترَك، على سَبيلِ الـمِثالِ، الـمُشْتَقٍّ من الفعلِ الـذي يتَعدَّى باِسْتِعمالِ حَرْفِ الجرِّ في وبَدَلاً مِن مُشترَكٌ فيهِ، اِسْتَعْمَلَ العُلَماءُ والفُقَهاءُ لفْظَ مشترك الذي أُسْقِطَ منه حَرْفُ الجَرّ فيه للتَّخفيفِ، وكذلك مُعتقَد، ومَدخل، ومَرسى، إلخ ···
 
والتَّخْريجُ الآخَرُ الذي قَدَّمَهُ الودغيري لِقَبولِ صِحَّةِ اِسْتِعمالِ لفْظِ مصطلح دونَ حَرْفِ الَجرِّ على هو الرَّأْيُ الذي طَرَحَهُ محمود فهمي حجازي وتَبَنّاهُ الودغيري لاِعْتِبارِ هذِهِ اللفْظةِ مَصْدراً ميميّاً يُعامَلُ مُعامَلةَ الـمَصْدرِ دونَ الحاجةِ ِلاسْتِعْمالِ حَرْفِ جَرٍّ· إذْ يُـمكِنُ في هذِهِ الحالةِ أنْ يكونَ لفظُ مصطلح مُرادِفاً لـِ اِصطلاح كما يُـمْكنُنا القَوْلُ مثلاً هذا مُصطلَحُ فُقَهاءِ العربيَّةِ مُرادِفاً لـِ هذا اِصطلاحُ فُقهاءِ العربيِّة ويَدْعَمُ هذا الرأيَ وُرودُ ألفاظٍ كثيرةٍ وَرَدَت دونَ الحاجةِ لاِسْتِعمالِ حُروفِ جَرٍّ تَتَطَلَّبُها الأفعالُ التي اُشْتُقَّت منها مَصادِرُ، أوْ مَصادِرُ ميمِيَّةٌ مثل مُُجتَمَع ومُنتَصَف، ومُنتَهى، ومُلتقى، إلخ(20)·

الصفحات