أنت هنا

قراءة كتاب أوجاع التطواف

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أوجاع التطواف

أوجاع التطواف

رواية "أوجاع التطواف" للكاتب الأردني ممدوح أبو دلهوم؛ نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
(2)
 
رجف انطلاقة
 
عفوك··تابع أرجوك، وإلاّ عادت إلى كتفيّ أحجار الأسطورة!
 
- لا بأس·· ولأجل عيون (السلط)، فلتذهب الفراولة إلى الجحيم و··لخدّيها لون الدحنون (السلطي)، ومن نوار لوز (صويلح) رسم الخالق جبينها الوضّاء، ومن زيتون (بُرما) جاء اخضرار عينيها!
 
- لا عليك·· بعد، فالمهم أن تكون وضيئة الوجه، رضية البسمة، تنتظرك على بوابة بيتكم القروي، بثوبها المخملي (الإربديّ) أو (الشيحانيّ) المطرز، فتكون أولى قصائدك للوطن لحظة لعبت نُسيمةٌ بشعرها الخروبي، من تحت منديلها البهي الباهر··!
 
***
 
نهار خارجي /
 
رمادي اللون و·· المداخلة /
 
·· نظرنا إليه - سائقنا - حين أصدر أمره الفاشي، فوجدناه، رغم أمره·· وقد راعنا - بعد إذ روعنا لحظاتٍ عصيباتٍ بتعليماتهِ الجنرالّية، يائساً·· بائساً، يُشبهنا في تفاصيل صِفرنا الُخبزي، وفي بيانات هوّيتنا اليعربية العتيقة، قبل ضياعهما (يالطيّاً)·· إبّانَ لعب الكبار!
 
بل·· لعلهما قد ضُيّعا!
 
هكذا أفضل·· أليس كذلك ؟!
 
فلم لا نقول الحقيقة·· هكذا·· وبلا رُتوش ؟!
 
لم لا نقولها اليوم وقد ضاع كل شيء ؟!
 
اجل·· فهذا ما جاءت به الأخبار : " لقد ضُيّعا بأمرٍ قوميٍ هادر··!
 
***
 
كان رفيقنا رثّ الثياب، زريّ الهيئة، عابسَ الوجه، رماديَ القَسّمات·· حُزناً ورسماً!، حتى لكأنّهُ قادمٌ، هو الآخر، من نفس المكان التغريبيّ القاسي··
 
أو لعلّهُ آتٍ من بُقعةٍ تشبههُ·· جغرفةً وعذاباً·· مغوليةً وتهجيراً، على أيدي آخرين، لهم·· هم أيضا، مثل آليات القمع·· التي لَكَم بلونا··!
 
***
 
- هل تقصد : شُذّاذّ الآفاق ؟
 
- لن يختلف الأمر، فكلهم سواسية كأمشاط بنادقهم ولسع سياطهم!
 
- لم تجُبِْني بعدُ : هل هؤلاء هم الذين عنيت ؟
 
- لا أدري·· لعلّ الأمر كذلك، فيستوي·· بالنتيجة، فِعلُ الطُغمتين، فما قولك أنت في هذا الذي تُحاججني فيه ؟
 
- لا إجابة لدي ولا تفسير لهذا عندي!، إنمّا سألتُ لحظة قرأتُ مشروعَ إجاباتٍ على تضاريس وجهك المقُدد ليس غير!
 
- ربما·· لا أدري حقا، فالمسألةُ ليست سهلة كما تتوّهم، فكل ما يمكنني الجزم به، بل·· ونتشابه في سُورياليتهِ، هو أن كُلَّ واحدٍ منا، في هذه العربة الشائخة، الآن، قد أصبح ظلّ نفسه!
 
- إن هي إلا (تهاويمك) اللعينة·· القديمة إياها :
 
أشكال لحمية/ رسوم هندسية·· مترهلة!
 
ذيّاك القاموس المقيت وما أدراك!
 
لم لا تقفز عن سيزيفياتك الممجوجة·· تلك، إلى الواقع·· إلى السؤال الحرام ؟!
 
إلى المسكوتِ عنهُ حتى اليوم ؟!

الصفحات