أنت هنا

قراءة كتاب أوجاع التطواف

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أوجاع التطواف

أوجاع التطواف

رواية "أوجاع التطواف" للكاتب الأردني ممدوح أبو دلهوم؛ نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
هلاّ رُحنا في أحلام ؟!
 
لا أريد حقائق، فحسبي منها ما بلوتُ حتى اليوم، فدع عنك وهُزَّ عليَّ من ثَمَرِ الفنتازيا الجّنيّ!
 
أو اقطف لي من وردٍ طيّب في بستان الحكاية!
 
من رائحة إمرأةٍ سينمائيةٍ ساعةَ (ماتينيه) أو (سواريه)!
 
أريد أن أحلم بواحدةٍ أخرى من كريستال!
 
بمغناجٍ تأسرُ اللّب جمالاً ودلالاً من عوالم (كوكوشانيل) أو (كريستيان ديور)!
 
بغيداءَ من هناك·· من أعلى المدينة الدفيء الناعس!
 
- أنت وشأنك ولا بأس فمطلبك لن يُعجزني وخُذها الآن من قلمي الماكر هذا :
 
واحدةً من وسط عالم الفيروز و(البرايفت كولكشن(4)) والمارلبورو!، تنتظرك في فيلا باهرة·· لك وحدك، فيلا·· طاووسّية الأثاث··(شميسانيّة) الطنافس، صُفّت نمارقُ على أديمها الرخاميّ من (بُخارى) و(سمرقند)، وبُثّت، بنيرُوزّيةٍ، زرابيُّ من (كابول) و(أصفهان)!
 
فيلا·· مِلاطُها فيهِ من طيب الندّ والزعفران لكن بأيادٍ باريسية!
 
فيلا·· يا أمير الساعة الشهريارية : (عبدونيّة) الإضافات·· الأجراس والأزرار الضرورية، تنام فيها غيداؤك العلوية·· الناعسة الطرف / النؤوم الضحى، على الآس والرياش (السّبئيّ) الوثير!
 
حُلمذاك، لك أن تثأر و·· بشاهنشاهيّة (كازانوفّية)·· كيف تشاء و·· ما طاب لك كما تريد، منذ موقعة هبوطك الآدمي الأول حتى يوم صفرك المفقود هذا!!، فتعود، في المنتهى، إلى لذاذات سؤال التفاحة الأزلي!!!
 
أو·· لك أن تُحلّقَ من جديدٍ، من على مخدعٍ ناريٍ لاهب، إلى أفق رحب ورّيان، تنسجه·· بشبقيّةٍ فوقية، بناتُ أفكار الحكاية البلقيسيّة، ليخلعَ عليك، من بعد، سيّدُ الحكايا المبُجّل، بُردَ الخلود في دارة الحلم·· مع الحالمين من ضحايا الأرقام الرهيبة!!!
 
هكذا إذن ؟! هل هذا حقا هو الذي أريد أو به (أحلم)؟!
 
أليس هذا مُرادك العظيم وإلا فما معنى هذا الذي تقوله ؟!
 
يبدو أنّني أَخطُّ على رمال كآبة الحال المتحركة!
 
فأين إذن، والحالةُ ضربٌ على قِداحٍ·· ليس غير، أين المسكوت عنه ؟! بل··
 
أين وقد أشبعتني تنظيراً سوريالياً، من ذلك كله : همّنا القوميّ الكبير ؟!
 
ها قد عُدت من جديدٍ لسيرتك الأولى··
 
كنت أعرف أنني لن أنجح في مسعاي السيزيفيّ : في أن أُنسيك سؤالك الانتمائي المهول!
 
ألا ثكلتك الكتابة·· وإلى الجحيم أنت وأنا وكل الحرافيش المطحونين، بين مطرقة أحزانك الثقافية وسندان همومك الوطنية / القومية!، ولا رادّ لك ولمشروعك الإنساني المغدور!
 
ألا·· لا كُنتُ أنا ولا أنتَ كُنت!!!
 
سأجيبك : أما ولا أمل فيك، ولا خيَر يرتجى من تقميشك هذا، فإلى الجحيم وحيث ألقت و·· هيا عُد من حيث بدأت : إلى (الآم فارتر)، و(فاوست) و(منازل الموتى)·· إلى موتاك وبؤساك·· وانتبذ زاويةً جليديةً باردةً، أو رُكناً قصيّاً في مطبخ أُمّك الأثير·· الخاوي اليوم إلا من الذكريات الحزينة، و·· اشرب كل دموعِ شخوص حكاياك المسحوقين!!!

الصفحات