أنت هنا

قراءة كتاب عمر بن الخطاب شهيدا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عمر بن الخطاب شهيدا

عمر بن الخطاب شهيدا

في رواية "عمر بن الخطاب شهيدا"؛ يتطلع الباعة إلى موازينهم جيداً، تعتدل الأسعار ويتجرأ الفقراء، ويحترم الرجال نساءهم، ويختبئ اللصوص والدجالون في أوكارهم، وتزهر غيوم العصافير على الشجر، وتتدفق كتب الأمصار بأخطاء الولاة، فيندفع رجال على خيولهم أو إبلهم لا توقف

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
وسيوفُ الرومِ تصنعُ سياجًا طويلاً يمنعُ تسللَ قبيلةٍ أو زهرة··
 
تقلبْ فأمامك مهام جسام، لا تستطيع أن تقوم بها يا ابن الخطاب، وذكرياتُ لسعاتِ سوطِ أبيك لا تزال تؤرقك··!
 
(تعال أيها الصبح، تعالي أيتها المهام، أنا لكِ!)·
 
وينبته وإذا هو أغفى ثم أشرق شيءٌ من الضوء، وإذا الوضوءُ والصلاة، والحشودُ تتدافعُ نحو المسجد، وأيديها ثقيلةٌ له، وسلاماتها جافةٌ، باردةٌ، وكأنهم يعزونهُ بموتِ صديقه أكثر مما يهنئونه بتوليه الحكم··
 
راح يخطبُ بإيجاز مادحًا أبي بكر، وإذا ابنته عائشة ترسلُ آخر ما لديه من أموالٍ لبيتِ المال: خادم، وقطع قماش، وبضع دراهم··
 
وحدق في الأشياء المادية القليلة برعبٍ ؛ ذلك الرجل الذي ملك الجزيرةَ والمدن والصحارى يتركُ هذه الأشياءَ الهزيلة، متخليًا عن كل شيء، خارجًا مغتسلاً من وسخ الدنيا·· كيف يستطيع أن يجاريه؟! إنه لا يتركهُ مقدمًا له الدروسَ وهو حيٌ وكذلك وهو من بين التراب! أهناك موتٌ حقيقي كامل كما يزعمون؟!
 
لم تستطع عيونه أن تتغلب على الماءِ الساخنِ المتفجر من بين ينابيعها الحرة القاسية!
 
تصاعدت غمغمةُ الرجالِ وهو يتذكرُ ما لدى أبي بكر، وهو يتحسسُ القماشَ، ويمعنُ بالدراهم نظرًا!
 
انتبه إلى أنه لم يعد صديقًا فقط لأبي بكر بل حاكمًا مسئولاً!
 
سمع رجلاً يقول:
 
- أو ما تترك هذه الأشياء الضئيلة لبيت أبي بكر؟!
 
لم ينظرْ للرجل لكنه قال بصرامة لخادمه أسلم:
 
- خذها لبيت المال!

الصفحات