أنت هنا

قراءة كتاب عمر بن الخطاب شهيدا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عمر بن الخطاب شهيدا

عمر بن الخطاب شهيدا

في رواية "عمر بن الخطاب شهيدا"؛ يتطلع الباعة إلى موازينهم جيداً، تعتدل الأسعار ويتجرأ الفقراء، ويحترم الرجال نساءهم، ويختبئ اللصوص والدجالون في أوكارهم، وتزهر غيوم العصافير على الشجر، وتتدفق كتب الأمصار بأخطاء الولاة، فيندفع رجال على خيولهم أو إبلهم لا توقف

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
- 3 -
 
تطلع المثنى الشيباني في صحن عمر الصغير باستغراب، ورفع عمر رأسه إليه وقال:
 
- هيا تفضل، كلْ!
 
قال المثنى وهو ويبتسم:
 
- ما هذا يا عمر؟ أين الأكل؟
 
- ألا ترى هذا هو السمن والخبز··؟
 
- أتسمي هذا أكلاً؟ أحن أنا لأكلي الرائع في البحرين والجلوس في البستان·· أين أنا الآن!
 
- أنت في بيت أمير المؤمنين·· هيا كلْ قبل أن يختفي ما في الصحن!
 
مضغ المثنى شيئًا وحدق ثانية في هذا الرجل الغريب، وتساءل إن لم يكن أضاع رحلته كلها هباءً!
 
استعاد صوتَ حوافرَ خيله وهي تندفعُ قرب الشطآن، وحين كان بصرهُ يحدقُ في الصيادين شبه العراة الداخلين في البحر، وفي تلك الطيوف المتوهجة من المفازات التي قطعها وهي تأكلُ من لحمه، وهو جسدٌ يتقلبُ على السرج، عَطِشٌ، جائعٌ، ثملٌ من الرطوبة المشتعلة··
 
قال عمر وقد ترك أغلب ما في الصحن له:
 
- ماذا قلتَ عن حصارك في العراق؟
 
أخيرًا انتبه الخليفة القرشي لكلام بدوي قادم من البحرين!
 
- يا أمير المؤمنين نحن نكاد نهلك في العراق وإمدادات الفرس تنهالُ علينا ضربا وتقطيعًا· وما هي سوى شهور وجنودنا يأتون إليكم هنا لتطعموهم أو تخبئوهم!
 
- وماذا ترى أنت؟
 
- الأعدادُ في المدينة قليلة من الرجال، ولا بد من استنفار العرب في البوادي!
 
حدقَ فيه عمر بما يشبه الغضب:
 
- أتريدُ أن أخالفَ أمر أبي بكرٍ وأصفحَ عن هؤلاء المرتدين؟!
 
- لا أقول ذلك ولكن كيف سنجد الرجال؟ هذه القبائلُ المعدمةُ ازدادت فقرًا·· والمرتدون عادوا للإسلام··
 
- هذه نساؤهم هنا· وهناك من يتمتع بهن! وثمة أسرى ومشردون منهم والنازحون من البوادي يتكاثرون وعلي أن أوفر الطعامَ للجميع!

الصفحات