أنت هنا

قراءة كتاب ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

في هذا الكتاب "ليلى خالد أيقونة التحرر الفلسطيني" الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر تعيد سارة إرفنج اكتشاف الصورة الأيقونية للفتاة الفلسطينية المتشحة بالكوفية وهي تستند على بندقيتها متحاشية النظر إلى المصورين، وهي الصورة التي سادت وسائل الإعلام ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
لم يُكتب الشيء الكثير عن ليلى خالد في السابق، وقد ظهرت سيرة ذاتية لها عام 1973 ولم تكن تبلغ الثلاثين من عمرها بعد، كتبها جورج حجار الذي كان ينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويعمل في الدائرة الإعلامية للجبهة، وقد أرادت الجبهة أن تستغل أحداث خطف الطائرات عام 1970 إعلامياً لتحقيق مكاسب سياسية، وتقول ليلى بأنها قضت أياماً طويلة تملي مذكراتها على حجار، ثم تراجع كلَّ فصلٍ على حدة عندما ينتهي من كتابته· لقد نفدت جميع نسخ الكتاب من الأسواق منذ زمن بعيد· وما تبقى من نسخ سليمة لا تزال حتى الآن تُباع وتشترى بمئات الجنيهات من قبل المهتمين بالموضوع· هناك أيضاً كتاب ليلى وحرب الاختطاف - Leila's Hijack War الذي ألفه الإعلامي بيتر سنو وديفيد فيلبس بعد حوادث خطف الطائرات عام 1970، وقد سلطا الضوء فيه على تجارب ضحايا الاختطاف من البريطانيين، أكثر مما تحدثا عن ليلى التي يحمل عنوان الكتاب اسمها· وظهرت ليلى كذلك في فصل من فصول كتاب إلين ماكدونالد الذي نُشر بعنوان الإرهابيات، اقتل النساء أولاً Women Terrorists, Shoot the Women First وقد اعتمدت إلين في الحديث عن ليلى على مقابلة أُجريت معها عندما كانت تسكن في مخيم اليرموك في دمشق· وإذا ما استثنينا تلك الكتب، فإن القارئ باللغة الإنجليزية لن يجد ما يروي ظمأه من معلومات حول ليلى خالد، إلا بعض المقالات في صحيفة الغارديان - Guardian البريطانية، وبعض الصحف اليسارية الأخرى، وبعض المعلومات في مجلة أمن الطيران الدولية Aviation Security International يحاول هذا الكتاب الذي بين أيديكم أن يملأ هذا الفراغ بكمية من المعلومات حصلنا عليها في أثناء عدة مقابلات مع ليلى خالد في منزلها في عمّان، وقد جرت معظم المقابلات عام 2008، كما استقينا معلوماتنا من مجموعة أخرى من المقابلات والكتب والمقالات، سواء منها المعارضة لأفكار ومبادئ ليلى خالد أو الداعمة لها، وبالإضافة إلى التوثيق للأحداث التي مرت في حياة ليلى خالد، فقد حاولنا استعراض بعض القضايا والمواضيع التي تثيرها في سيرتها، مثل موضوع المناضلين الذين يبدأون حياتهم بالكفاح المسلح وينتهون إلى حلبة المفاوضات السياسية، وكيف ولماذا يقرر أشخاص بعينهم ولا سيما النساء، اللجوء إلى الكفاح المسلح؟ ماذا يكسبون وماذا يخسرون؟ كيف ترتبط ثورة الجناح اليساري التي تنتمي إليها ليلى خالد بالأحزاب الإسلامية التي تسيطر على المقاومة الفلسطينية المسلحة اليوم؟ وأخيراً، كيف ترتبط الصورة الرومانسية للإرهابية التي أسبغها الإعلام الغربي على ليلى خالد بتشبيهها بأودري هيبورن، بالصورة الأوسع للصراع الفلسطيني؟
 
عندما اختطفت ليلى خالد طائرتها الأولى، كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منظمة يسارية، تتمتع بعلاقات واسعة مع منظمات دولية حول العالم، وكان هدفها الواضح والمعلن تحرير فلسطين وإعادة الفلسطينيين إلى بلادهم التي تركوها قبل عشرين عاماً في ذلك الوقت· كان ذلك عصر تشي غيفارا الذي قُتل قبل ذلك التاريخ بعامين في بوليفيا، وعصر حركات التحرر في جنوب شرقي آسيا، وكان حق المنخرطين في المقاومة المسلحة للدفاع عن حرياتهم أمراً مطروحاً على مستوى العالم، كما زينت صور أبطال الحركات التحررية جدران غرف الطلاب وبيوت اليساريين في كل مكان، وفي الوقت ذاته كانت الموجة الثانية من الحركات النسوية تأخذ طريقها إلى الدول الغربية، مضيفة عاملاً آخر إلى البيئة التي استقبلت أخبار تلك الشابة خاطفة الطائرات·
 
بالنسبة للشرق الأوسط، كانت الأمور سيئة للغاية، فقد هزمت إسرائيل جيوش مصر والأردن وسوريا مجتمعة في حرب الأيام الستة عام 1967، واستولت على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية غرب نهر الأردن التي كانت تحت الحكم الأردني، وشمال سيناء التي كانت تحت الإدارة المصرية، بمن في ذلك اللاجئون الذين وفدوا إلى تلك المناطق عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل· ومع كل تلك الأحداث ظلت القضية الفلسطينية هامشية بالنسبة لبقية دول العالم، وكان الغرب ينظر إلى الفلسطينيين على أنهم مجموعة صغيرة من اللاجئين كانوا ضحية الصراع العربي - الصهيوني في الشرق الأوسط، وتستخدمهم الدول العربية ذريعة لمهاجمة إسرائيل·

الصفحات