أنت هنا

قراءة كتاب ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

في هذا الكتاب "ليلى خالد أيقونة التحرر الفلسطيني" الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر تعيد سارة إرفنج اكتشاف الصورة الأيقونية للفتاة الفلسطينية المتشحة بالكوفية وهي تستند على بندقيتها متحاشية النظر إلى المصورين، وهي الصورة التي سادت وسائل الإعلام ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
كانت ليلى خالد في سنواتها الأولى طفلة ذكية جداً لكنها عدوانية أحياناً، ولذلك سارعت عائلتها إلى إرسالها إلى روضة الأطفال التي لم تعجب ليلى ولم تشبع فضولها، فقد وصفتها في سيرتها الذاتية الأولى التي صدرت عام 1973 بأنها لم تكن أكثر من حضانة لرعاية الأطفال دون أية أنشطة ممنهجة إلا تحفيظ القرآن الكريم، وعندما وصلت ليلى إلى عمر السادسة أُرسلت إلى مدرسة الكنيسة الإنجيلية الخيرية لتعليم الفلسطينيين، حيث غضبت ليلى لأنها جلست ضمن طلاب الصف الأول، وكانت تظن مهاراتها في اللغة العربية والرياضيات ستؤهلها للوصول إلى صف أعلى مباشرة، غير أن ما أغفلته الطفلة العنيدة ليلى أنها كانت تعاني صعوبات في تعلم اللغة الإنجليزية(26)
 
دخلت ليلى عالم السياسة للمرة الأولى عن طريق إخوتها الأكبر سناً، فقد كان ستة من إخوتها منتمين إلى حركة القوميين العرب، المنظمة التي أسسها جورج حبش ووديع حداد عندما كانا طالبين في الجامعة الأمريكية في بيروت· تقول ليلى: كان أخي الأكبر يدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث التقى قادة حركة القوميين العرب، وفي عائلتنا كان للأخ الأكبر منزلة خاصة وسلطة تقارب سلطة الأب، وفي داخل الحركة كان هناك اعتقاد بأن على الأعضاء استقطاب أفراد عائلاتهم أولاً قبل التبشير بالحركة بين الآخرين، وهكذا، استطاع أخي التأثير على إخوتي وأخواتي الأكبر مني سناً ثم امتد تأثيره إليّ بالضرورة
 
كانت ليلى في الثامنة من عمرها عندما أخذت تنجذب إلى نقاشات أخيها الأكبر مع والدها، وبالتدريج بدأت تعي الأسباب التي تدفعها وأصدقاءها من الأطفال إلى الذهاب للدراسة في خيمة كبيرة أقامها اتحاد الكنائس الإنجيلية الخيرية لتعليم الفلسطينيين، وقد أطاحت عاصفة عاتية بالخيمة الكبيرة عام 1952، فسقطت على رؤوس الأطفال وجرحت عدداً منهم، بينما فرَّ الباقون مذعورين·
 
تذكر ليلى عن تلك الفترة، درساً آخر من دروس السياسة التي تعلمتها باكراً عندما كانت في مدرسة المخيم، فقد تشاجرت يوماً مع طالبة في مثل سنها تدعى سميرة، وكانت على عكس ليلى تعيش في مخيم اللاجئين في صور، وعندما قامت ليلى بضرب الفتاة تدخلت المدرسة لتلقنها درسها الأول في الانتماء الطبقي، إذ أوضحت لها أن سميرة وعائلتها من الفلاحين الذين لجأوا إلى المخيم هم أصحاب فلسطين الحقيقيون، الذين ارتبطوا بترابها منذ أجيال على عكس أبناء الطبقة المدنية الوسطى التي تنتمي إليها ليلى· وبالنسبة لعائلة ليلى فقد تحسنت أوضاعها المعيشية، واستطاعت العائلة الانتقال إلى شقة منفصلة تتكون من ثلاث حجرات عندما كانت هي في الحادية عشرة من عمرها، ولم يعد شبح الجوع يخيم على العائلة(27)
 
حافظ أبناء عائلة خالد الأكبر سناً على نشاطهم السياسي، فكما تقول ليلى كان المناخ العام السائد في تلك الفترة يميزه صعود الشعور القومي، وخاصة بعد تولي عبدالناصر الحكم في مصر، وقد شكلت فكرة القومية العربية أملاً بالخلاص من تبعات نكبة عام 1948 لدى كثير من اللاجئين الفلسطينيين، ومنهم ليلى خالد وإخوتها، وقد وُلد أصغر هؤلاء الإخوة عام 1956 وسُمي ناصر، تيمناً بالزعيم الذي واجه الغرب بعد تأميم قناة السويس، وتعلق ليلى مازحة على عدد إخوتها الذي بلغ اثني عشر بنتاً وصبياً، بأن عدد أفراد عائلتها كان يصلح لتكوين فريق كرة قدم أو للهجوم على قبائل بني إسرائيل الاثني عشرة!، ثم تضيف بأن العام الذي شهد ولادة أخيها حمل معه الكثير من الأمور المثيرة التي بقيت عالقة في ذاكرة ليلى الطفلة(28)

الصفحات