أنت هنا

قراءة كتاب ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

في هذا الكتاب "ليلى خالد أيقونة التحرر الفلسطيني" الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر تعيد سارة إرفنج اكتشاف الصورة الأيقونية للفتاة الفلسطينية المتشحة بالكوفية وهي تستند على بندقيتها متحاشية النظر إلى المصورين، وهي الصورة التي سادت وسائل الإعلام ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
أخذت النقمة تتزايد في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات التي تكاثرت وانتشرت في الأردن ولبنان وسوريا، وخاصة بعد حرب عام 1967 التي فقدت بعدها الحكومات العربية مصداقيتها أمام شعوبها عامة ولا سيما الفلسطينيين، وبدأت حركات المقاومة التي تكونت أواسط الستينات تتجذر وتصبح أكثر تطرفاً وشعبية لدى الجماهير، وتصف روزماري صايغ التي عايشت فترة السبعينات في لبنان تلك الفترة بقولها:
 
لا يمكننا أن ننظر إلى حركات المقاومة الفلسطينية بمعزل عن السياق التاريخي الذي نشأت فيه، فبعد حرب الأيام الستة والهزيمة المهينة التي مُنيت بها الجيوش العربية، ظهرت المقاومة الفلسطينية وكأنها طائر الفينيق يخرج من بين الرماد ليشعل الأمل من جديد في النفوس المنكسرة، وقد لقيت المقاومة ترحيباً واسعاً لدى الرأي العام العربي، حتى أن بعض القوميين أخذوا يدعون الفدائيين بالملائكة والمخلصين من شدة حماسهم لأولئك المقاتلين الفلسطينيين الذين وُلدوا من رحم الهزيمة والمعاناة· لم يدُم هذا الدعم طويلاً بطبيعة الحال، ولكنه أدى في تلك الفترة على الأقل إلى إجبار الأنظمة العربية على دعم المقاومة الفلسطينية رسمياً، وهكذا أخذت المقاومة مكانها العالمي إلى جانب حركات التحرر الأخرى في العالم الثالث التي كانت تناضل جميعها ضد الهيمنة السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة، وبذلك كانت المقاومة الفلسطينية تغذي بذور الاحتجاج والرفض في العالم العربي وتفضح في الوقت ذاته الطبيعة الرجعية للأنظمة العربية(1)·
 
لقد جعلت حادثة اختطاف الطائرة عام 1969 ليلى خالد رمزاً شهيراً لعدة أشهر، غير أن محاولتها الثانية عام 1970 وما تبعها من تفجير الطائرات في الأردن، وما تبع ذلك من مواجهات بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الأردني، ثم التدخل السوري والإسرائيلي والسوفييتي وكذلك الولايات المتحدة، لدعم هذا الطرف أو ذاك، في ما كان يشبه الحرب الأهلية في الأردن، أدى كل ذلك إلى تخليد صورة ليلى خالد المقاتلة إلى الأبد، لا سيما بعد انتقال الفلسطينيين من الأردن إلى لبنان إثر أحداث أيلول الأسود، ثم من لبنان إلى تونس بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، ومن شتات إلى آخر، احتفظت صورة ليلى خالد الفدائية بألقها وغموضها، جنباً إلى جنب مع صورة تشي غيفارا وغيره من أبطال ذلك العصر، غير أن صورة ليلى كانت تتمتع برمزية خاصة، فقد جسدت المرأة الفلسطينية الثائرة في أبهى صورها· وليس ذلك فحسب، بل جسّدت أيضاً الجناح اليساري في الثورة الفلسطينية، ومما لا شك فيه أن تلك الصورة الرمزية لليلى خالد، وهي تحمل بندقيتها، غيّرت نظرة العالم الغربي للمرأة الفلسطينية بصورة واضحة·
 
تقول الكاتبة النسوية روبن مورغان: بالنسبة للغرب هناك نمطان معروفان للمرأة الفلسطينية، الأول هو نمط ليلى خالد المقاتلة، والثاني نمط اللاجئة الفلسطينية الأميّة، التي ترغب بإنجاب أكبر عدد من الأطفال لخدمة الثورة (2)·
 
قد لا يعبر هذا التعميم عن واقع الفلسطينيين الحقيقي، لكنه يوضح بالتأكيد الصورة التي رسمها الغرب لليلى خالد، بالإضافة لمجموعة أخرى من المقاتلين الفلسطينيين ومن بينهم ياسر عرفات ذاته، فقد ارتبط هؤلاء بفكرة الأعمال الإرهابية، حتى قبل أن تشيع العمليات الاستشهادية التي ظهرت لاحقـاً·

الصفحات