كتاب "أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" لمؤلفه علاء الدين المدرس، يتكلم عن الإعجاز العلمي في القران الكريم والسنة النبوية، من خلال خمسة محاور رئيسية تدور حول، مختارات من الإعجاز العلمي في القران والسنة، في المواضيع الطبية والفلكية والطبيعية الأخرى،
أنت هنا
قراءة كتاب أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وربما نجد البعض ينتقد التقويم القمري ومنهجه في حساب الزمن باعتباره قديم بالغ القدم وغير عملي ولا علمي (حسب ظنهم) بالمقارنة مع المنهج المتبع الآن عالمياً والذي يعتمد على دوران الأرض حول الشمس والذي يعرف حالياً بتقويم جوليان السنوي ولرد هذا النقد أو الفهم الخاص نورد الملاحظات الآتية:
1. توجه القران منذ أربعة عشر شهراً تقريباً إلى سكان شبه الجزيرة العربية الذي كانوا يستخدمون الحساب القمري للزمن. إذن فقد كان من المناسب مخاطبتهم بالخطاب الوحيد الذي كانوا يستطيعون فهمه، وإلا تبلبلت عادتهم في اتخاذ الإشارات المكانية والزمانية، فقد كانت عادةً فعالة تماماً، فمن المعروف أن سكان الصحراء خبيرون بتمرس السماء، وفي الاستدلال بالنجوم وتحديد الزمن على حسب مراحل القمر وقد كانت كل هذه المفردات هي أبسط الوسائل وأكثرها فاعلية بالنسبة لهم.
2. لقد أختار الله الإنسان على هذه الأرض عدد الشهور، أثنا عشر وأختار منها أربعة حرم وفق التقويم القمري رجب، ذي القعدة، ذي الحجة محرم، وهذه هي أشهر السلام وتحريم القتل والدم والظلم والاعتداء منذ عهد إبراهيم وأخذها عنهم العرب الحنفاء من نبيهم إسماعيل بن إبراهيم وأخذها عنهم بقية، ويعبر القران الكريم عن ذلك وعن أهمية التقويم القمري وأن هذا النظام في عدة الشهور قد جعلها الله أحد أسس النظام الكوني والأرضي الذي تكون الأرض محط أنظار العناية الإلهية لاستقبال الإنسان وخلافته على الأرض قال تعالى: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، منها أربعة حرم .
3. أن من المعروف بأن التقويم الشمسي يحتاج إلى تصحيح كل أربع سنوات وهو مما يعرف بالسنوات الكبيسة، أما في التقويم القمري فهو لا يحتاج إلى تصحيح إلا كل 19 سنة حيث يتم التصحيح مرة واحدةً.
4. أن التقويم القمري واضح لمن يريد مراقبته، وبذلك فهو يشد الإنسان إلى الكون ونظامه ومراحل القمر في السماء في حين أن التقويم الشمسي ليس فيه شيء من ذلك، فهو حساب رياضي يتابع ذهنياً فحسب باستثناء المتخصصين في مجال الفلك.
5. أن دوران المناسبات والأعياد الدينية وعدم ثباتها مع مرور السنين ودورانها على كافة الفصول يضفي عليها طابع الحركة وعدم الجمود وينسجم مع الفطرة وميول النفس الإنسانية.
6. هنالك إشارة في القران الكريم وهي مع ما بها من أعجازٍ وتعبير عن العلم الإلهي اللامحدود تشير إلى العلاقة الفلكية بين التقويم القمري والشمسي وبشكل ظل مبهماً في وقت نزول الآية، من عصر النبوة حيث أنه عندما سأل اليهود عن فترة نوم أهل الكهف أجاب القرآن الكريم: ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً فتحير اليهود من هذه التسعة الزائدة حيث أن المثبت عندهم هو 300 سنة فقط، فلما أنكروا هذه التسعة الزائدة وسألوا عنها، أجابهم القرآن: قل الله أعلم بما لبثوا وأغلق الجدل وقتها فيما بين المسلمين واليهود، ونحن نعلم الآن بحساب الفرق بين التقويمين أن ثلاثة مائة سنة شمسية تعادل بالضبط 309 سنة قمرية، ويمكن أن يستنتج هذه الإشارة القرآنية البليغة والمعجزة، أنه في حالات الضرورة يمكن استخدام التقويم الشمسي ولا سيما مع من يستخدم ذلك التقويم كاليهود والنصارى وغيرهم، مع العلم بأن التقويم الإسلامي الموجب الإتباع والتطبيق شرعاً.
7. يتصف التقويم القمري الهجري بأنه تقويم واحد لم يختلف المسلمون على بدايته أو نهايته أو أشهره الحرم وغير الحرم أو كيفية مراقبة مطالعه ومخارجه وتحديد عدد أيام أشهره وفق الأصول الشرعية ويثبتون شهادتهم أمام القاضي باعتبار أن تحديد بداية الشهر القمري مسألة شرعية وليست فلكية فحسب في حين أن الأشهر الشمسية ثابتة وجامدة لا تحتاج إلى جهد أو متابعة أو شهادة أو غيرها، كما تعددت التقاويم الشمسية باختلاف المذاهب والأديان والملل، فهناك التقويم الميلادي الغربي، وهناك تقويم الكنيسة الشرقية وهناك التقويم الشمسي المجوسي وهكذا.