كتاب "أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" لمؤلفه علاء الدين المدرس، يتكلم عن الإعجاز العلمي في القران الكريم والسنة النبوية، من خلال خمسة محاور رئيسية تدور حول، مختارات من الإعجاز العلمي في القران والسنة، في المواضيع الطبية والفلكية والطبيعية الأخرى،
أنت هنا
قراءة كتاب أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الطب النبوي
قال تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .
وقال: وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى لقد قام الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه المعروف (الطب النبوي) بجمع الأحاديث النبوية التي تهتم بالصحة الوقائية والعلاجية وقد ذكر في هذا الكتاب المئات من الأحاديث الطبية الصحيحة وجعلها في متناول الإنسان المسلم. كما قام الكثير من العلماء والكتاب الأقدمين والمعاصرين في الكتابة في هذا الموضوع ومتابعة النصائح النبوية الطبية، ومقارنتها مع المعارف الحديثة فوجدوا فيها التطابق والتوافق مع الأصول الطبية والضوابط الصحية، سواء في مجال الوقاية أم العلاج، وقد وجدنا من خلال الإطلاع على هذه المجاميع والأزاهير النبوية ما يدعو إلى الأركان الصحية التالية:-
• التأكيد على النظافة وأهميتها الصحية وجعلها رديفة الإيمان.
• الحث على التداوي والأخذ بالأسباب كما في قوله : أن الله جعل لكل داء دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، إلا السأم، (أي الموت) فتداووا ولا تداووا بحرام.
• التأكيد على مبدأ الوقاية خير من العلاج.
• ذم السحر والشعوذة والاستعانة بالجان والتنجيم كما في قوله :
كذب المنجمون ولو صدقوا.
• السماح بالرقية بالقران بقراء كلام الله على المريض بنية الدعاء دون تحديد للشخص الراقي وهيئة محددة لذلك، وإنما يستطيع أي مسلم عنده شيء من الصلاح والتقوى أن يرقي المريض ويقرأ ما تيسر له من القران للمريض.
• ذكر بعض الأطعمة المفيدة صحياً وعلاجياً كالعسل والحبة السوداء والثوم والبصل وغيرها.
ونذكر أدناه بعض الأحاديث والنصوص النبوية في موضوع الطب النبوي، وهي في حقيقتها لا تلغي دور الطبيب بل على العكس تؤكد دوره وأهميته في تشخيص الأمراض وعلاجها وتوجيه المريض لطرق العلاج الصحيحة وفق الإرشادات العلمية.
الأحاديث النبوية الطبية
قال تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .
الأحاديث النبوية في الطب الوقائي
الأحاديث الواردة في النظافة والحث عليها كثيرة، ومنها:
قال رسول الله : النظافة من الإيمان.
وقال: تنظفوا فإن الإسلام نظيف، وإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف وقال: إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل. وقال: حق الله على كل مسلم أن يغتسل في سبعة أيام يوماً يغسل فيه رأسه وجسده.
وقوله : إذا أستيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الأكل حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده. وقوله : من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا رفع.
وهذه الأحاديث واضحة المعنى في أهمية النظافة والتنظيف بالماء ودور كل ذلك في الصحة الوقائية للفرد والمجتمع المسلم.
وقاية الموارد
قال رسول الله : لا تبولوا في الماء الراكد ثم تتوضؤا فيه.
وقال: اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، والظل، وقارعة الطريق.
ويدعو النبي الناس إلى حفظ الماء والأكل من التلوث والتعرض للجو، وذلك بأن يحفظ الماء في أوانيه والأكل في أوعيته وهي أهم موارد الإنسان حيث يقول: خمروا الآنية وأوكثوا الأسقية. فلقد دعا بهذا الحديث إلى تغطية أواني الأكل.. وإلى ربط فم قربة الماء، وذلك حرصاً على نظافتها، وعملاً على سلامتها، وبعداً بها من أي تلوث قد يصيبها لو تركت الأواني مكشوفة والأسقية مفتوحة وهذا ما وصل إليه وأكده علم الطب الوقائي أخيراً.
وقال أيضاً توكيداً لنفس هذا التوجيه النبوي الصحي:
غطوا الإناء وأوكثوا السقاء فإنه في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء لم يغط ولا سقاء لم يول إلا وقع فيه ذلك الوباء.
أما غسل الإناء لا سيما الذي ولغ الكلب فيه، فيقول عنه : إذا ولغ الكلب في أناء أحدكم فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب.
وعدد السبعة المذكور هو لتحقيق تكرار الغسل مرات عديدة، وليس العدد مقصود لذاته تحديداً والله أعلم أما التراب فهو أقرب المواد المنظفة للإنسان وأيسرها وهي بلا مقابل، وذلك حتى لا يتأخر أي إنسان في غسل إنائه إذا ولغ فيه الكلب انتظارا لتوافر المنظف أو ما يشابهه.
ولا شك أن العلم الحديث قد أوضح أن لعاب الكلب يحمل من الميكروبات والجراثيم كميات لا تخطر على بال، ولعل ذلك يرجع إلى دوام شم الكلب لكل ما يعترضه على الأرض من طعام أو أشياء أخرى، لا سيما القمامة والفضلات بأشكالها وكذلك لدوام فتح فمه، وإخراج لسانه، فهو لا يغلق فمه أبداً مما يعرضه أكثر للميكروبات.. أما أخطر من ذلك كله فهو مرض الكلب، الذي ينقله الكلب للإنسان وهو أخطر الأمراض وأكثرها فتكاً بمن تصيبه وينتقل مرض الكلب عن طريق اللعاب سواء بواسطة العض أو بدونه، ولذلك فإن الوقاية من هذا المرض وغيره من الأمراض التي تنتقل عن طريق لعاب الكلب يمكن أن يتم بغسل كل ما يلعقه أو يقترب منه لعابه، غسلاً جيداً وهذا لا يتأتى إلا بتكرار الغسل، وباستعمال مطهر، وأرخصه وأكثره توافراً هو التراب، كما أن هناك رأي علمي يقول أيضاً أن هناك أنواع من الأتربة لها خاصية التغلب على بعض الميكروبات منها ميكروب داء الكلب، وذلك بتوليد مضادات حيوية تفتك بهذه الميكروبات كالبنسلين وأمثاله منها تراب المقابر.