أنت هنا

قراءة كتاب الأمة الوسط نظرة في تاريخ الخروج السياسي في صدر الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأمة الوسط نظرة في تاريخ الخروج السياسي في صدر الإسلام

الأمة الوسط نظرة في تاريخ الخروج السياسي في صدر الإسلام

كتاب الأمة الوسط:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
ولكي نحيط بمواصفات وخصائص عصر صدر الإسلام، لابد من فرز الإمراض الاجتماعية والآثار الجانبية التي وجدت في المجتمع الإسلامي منذ عصر الرسالة حتى العهود المتأخرة من تاريخ الإسلام، وسنحاول الإشارة إلى تلك الآفات والعلل قبل الكلام عن آلية المنهج الوسط وسبل التقريب بين المسلمين، من خلال استلهام مبادئ القرآن وإتباع عقيدة العصر المشترك التي فهمها السلف الصالح مستمدة من القرآن والسنة بعيداً عن البدع والمستحدثات. وسنحاول استعراض مدارس التقريب والجهود التي بذلت قديماً وحديثاً لعلاج الطائفية والخصومة، والتي استحكمت بين المسلمين، والتي سببت الحروب والمآسي والأحقاد، مما أورثنا تلك الخصومة حتى أصبح الابن يرث أباه ويرضع الحقد والكره بسبب آلية الغلو والتطرف التي يتلقاها منذ نعومة أظفاره في المنهج التربوي التقليدي الذي ورثه الآباء عن الأجداد، حتى أصبح سب كبار الصحابة ولعنهم عبادة في نظر البعض، وإهمال تراث أهل البيت شيئاً مألوفاً عند البعض أيضا، مما ولّد شيئاً من الحيرة والأسى لدى دعاة المنهج الوسط لدى الطرفين، ولم يكن لديهم حل سوى نبذ تلك المكفرات والمستحدثات الدخيلة على التراث والعودة إلى النبع الصافي ممثلاً بالوحي والتراث الإسلامي المشترك الذي كتب ودون في صدر الإسلام وقرونه الأولى. ولهذا سنستهل هذا البحث بنبذة تاريخية عن الأحداث المهمة خلال تلك القرون ومحاولة استقرائها وتحليلها للوقوف على أسباب الفرقة بين المسلمين وتبلور الطائفية مرضاً مزمناً في المجتمع الإسلامي، إذ انه لابد من استعراض أهم الأحداث التاريخية والسياسية في صدر الإسلام، وتسليط الضوء على الخروج السياسي والتنافس على الحكم في العصر الأموي والعباسي لتحليل الأسباب الكامنة وراء الطائفية، وعلاقة ذلك بتيارات الغلو والتآمر على الإسلام. وقد اشرنا إلى أهم الأحداث التي شهدتها دولة الخلافة الإسلامية، منذ عصر الخلافة الراشدة حتى العصر العباسي الثاني وبإيجاز لاستحضار تلك الإحداث في فهم التاريخ الإسلامي وأسباب الفرقة والاختلاف، ومن ثم تسليط الضوء على أهم الجهود المبذولة لعلاج الطائفية وسبل التقريب، وأخيرا الدعوة إلى آلية المنهج الرباني الذي يدعو إليه القرآن الكريم، آلية الوسطية والاعتدال والتصحيح والتقريب للوصول بالمسلمين إلى طريق الوحدة والتعايش البناء، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}..
 
والله الهادي إلى سواء السبيل .

الصفحات