تحت رماد الحرب العاصفة (أسرار حرب العراق)
يروي هذا الكتاب القصة الكاملة لحرب العراق من البداية في أم قصر حتى سقوط بغداد. أن كاتب هذا الكتاب، العراقي علاء الدين المدرس، يتميز بأسلوب سردي واقعي للأحداث يشدّ القارئ بسلاسته.
أنت هنا
قراءة كتاب تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق
الصفحة رقم: 2
لذلك آمل أن يكون لهذه المحاولة الأهمية الإعلامية الواضحة والأثر الطيب على الرأي العام العربي والعالمي، رغم أني سوف أعتمد فيها على الذاكرة وشهود العيان والمعاينة ليس إلا، دون الرجوع إلى المصادر المكتوبة والأجهزة الإعلامية والصحافة التي تجوب البلد بعد الإطاحة برموز الحكم السابق وحزبه الأوحد. فهي تجربة ميدانية بالدرجة الأولى, وعليه ستكون دقة المعلومات والأحداث التي يتم متابعتها كبيرة من الناحية الميدانية والنقلية والتأكد من صحة وقوعها, مع احتمال ورود خطأ ما في توقيتات تلك الأحداث والمعارك بسبب اعتمادها على الذاكرة القريبة وشهود العيان لمعظم المعارك التي دارت على الساحة العراقية, والله يشهد أنني أكتب هذه المذكرات الآن في ظروف سيئة وإنني أستخدم السراج النفطي (اللالة) لكتابتها بسبب انقطاع التيار الكهربائي, وأتجول في كافة أنحاء بغداد وما حولها من المناطق التي تعرضت للقصف وحدثت فيها معارك كبيرة كالدورة والسيدية والعامرية والمنصور والبلديات والتاجي والشعب والراشدية فضلاً عن الأعظمية ووسط بغداد, وتحدّثت مع عشرات شهود العيان الثقات في هذه المناطق من المدنيين والعسكريين وغيرهم من أبناء الشعب العراقي المجاهد.
إن هذه المشاهد والأحداث التي تم تسجيلها وروايتها هي في الواقع رؤية الشارع العراقي لأحداث الحرب من خلال ما رواه شهود العيان الذين تم انتقاءهم من مختلف الفصائل والمناطق. وهي لذلك تعبر عما كان يجيش في نفوس العراقيين من مشاعر وأحزان وتحاليل وما كان يتناقله الناس من أحداث وقصص في كافة المدن والثغور التي تعرضت للعدوان، كما إنها تعبر عن انعكاس لا شعوري عفوي لشخص عاش أيام الحرب بكل دقائقها وحاول أن يقدم صورة تمثل انطباعاته وقناعاته عن قوة أجنبية غاشمة كانت تحاول أن تحتل بلده تحت أية ذريـعة، وهي تمثل رؤى وقناعات من حوله ممن عاش معه الحدث، وما ترك هذا الاحتلال في النفوس من آثار عميقة ومخلفات قاسية جاءت لتبدل ظلام الظلم والاستبداد بظلمات التبعية والاستعمار. ورغم أنني على يقين من أن هذا الكتاب الذي يعد الأول من نوعه مما نشر عن حرب العراق، ستتبعه كتب عديدة لمؤلفين آخرين تعالج هذا الموضوع من مختلف الزوايا وترفد المكتبة العربية بكل دقيقة من دقائق هذه الحرب الظالمة والعاصفة، فإنني في الوقت نفسه سأكون ممتناً من القارئ الكريم إذا ما زوّدنا بملاحظاته وتعقيباته ومعلوماته عما دار في هذه الحرب من أحداث تخدم الغرض الذي من أجله كتب هذا الكتاب، وفي مقدمة ذلك تدعيم الثقة بقدرات هذا الشعب العظيم والثبات أمام ظلم الاحتلال البغيض، وعودة الوعي ومراجعة الذات العراقية بما جرى من أخطاء وهفوات لتحري الصواب واستلهام العبرة والحكمة، وتخطي العقبات والأخطاء التي كان الجهل والاستبداد من أهم أسبابها، ولذا فإننا ننتظر المزيد من الصور والأحداث التي يمكن إضافتها لهذا الجهد المتواضع لكي تأتي الطبعات التالية أكمل حالاً مما قدره الله سبحانه لنا في الطبعة الأولى، ومن الله التوفيق.
علاء الدين شمس الدين المدرس
12 ربيع الأول 1424هـ
13/ 5/ 2003م