تحت رماد الحرب العاصفة (أسرار حرب العراق)
يروي هذا الكتاب القصة الكاملة لحرب العراق من البداية في أم قصر حتى سقوط بغداد. أن كاتب هذا الكتاب، العراقي علاء الدين المدرس، يتميز بأسلوب سردي واقعي للأحداث يشدّ القارئ بسلاسته.
أنت هنا
قراءة كتاب تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق
الصفحة رقم: 3
تمهيد
لقد كان الأسبوع الذي سبق الحرب أسبوعا مزدحماً وكثيفاً بالأحداث والأعمال والنشاطات التي عاشها أهل العراق, فربما جاوز عدد الذين قرروا الهرب من جحيم الحرب خلال تلك الفترة أكثر من مليون شخص آثروا الخروج إلى سوريا وبعض الدول المجاورة مع أراجيف الرئيس الأمريكي بوش وتهديده ووعيده ووصول الأساطيل إلى الخليج, ودق طبول الحرب التي تزايدت وتيرتها في ذلك الأسبوع الذي سبق الحرب، رغم أن التلويح بالحرب قد بدأ منذ الصيف الماضي ولم يطفأ غليانه وعطش القادة الأمريكان لتلك الحرب الموتورة وغير المشروعة إلا الغزو والعدوان, ورغم نجاح أمريكا في استصدار القرار رقم 1441 في مجلس الأمن واستئناف التفتيش الذي كان يصب قطعاً في استراتيجية الجاسوسية الأمريكية, غير أن طغيان أمريكا وغطرستها وتأليهها لنفسها ومنهجها لم يكن يثنيه خسارتها في الجولة الثانية من الحرب الدبلوماسية حين لم تستطع أن تحصل على الأغلبية في مجلس الأمن لضرب العراق بعد انتهاء المدة المحددة للتفتيش في منتصف شباط الماضي, وعدم استطاعتها إثبات ما ادعته على لسان بوش وبلير من وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق, وكان المنطق الأمريكي الجديد وغير القانوني الذي يدعو إلى أن يثبت المتهم براءته, وأن يقدم العراق الأدلة على عدم وجود تلك الأسلحة المزعومة. ثم اتخذ الطغيان الأمريكي قرار الحرب وإنذار صدام بأن يثبت براءته خلال 48 ساعة، وهكذا بدأت الحرب بدون أي غطاء قانوني ولا اتفاق دولي أو حتى أوربي، فكانت فرنسا قد تزعمت معارضة الحرب غير المشروعة على العراق تشاركها ألمانيا وروسيا ومعظم الدول الأوربية الأخرى. وواكبت بداية الحرب ظهور قطبين في العالم، القطب الأمريكي البريطاني صاحب راية العولمة والنظام الدولي الجديد ومفهوم القطب الواحد وحكم العالم بالقوة الغاشمة وتهميش دور مجلس الأمن والمنظمة الدولية، وقطب أوربا القديمة (العريقة) المدافعة عن التعددية والشرعية واحترام القانون وسيادة الدول, وضرورة العودة إلى المنظمات الدولية الشرعية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لحل النـزاعات الدولية، والمدافعة عن المنهجية الحضارية التي تجعل من الشرعية والسلام وحقوق الإنسان في مقدمة اهتماماتها, ولقد كانت فرنسا وألمانيا تستذكر صورة هتلر وطغيانه وترى فيه صورة أمريكا الحالية بقيادة بوش وحالة الانفراد بالقرار الدولي، فضلاً عن خشيتها من السيطرة الأمريكية على الخزين النفطي العالمي وتحكمها الفعلي في الاقتصاد العالمي. ورغم الموقف الأوربي الصلب ضد الحرب، قررت أمريكا أن تدخلها، يغريها في ذلك قوتها الغاشمة وسيلان لعابها على ما في العراق من ثروة هائلة, وتحالف بريطانيا وأسبانيا واستراليا معها, وعدم مرونة الدبلوماسية العراقية وشللها بسبب الحكم الفردي الدكتاتوري, ورهان قوات التحالف على الوضع الطائفي والعرقي في العراق واستثمار ذلك الوضع في خلخلة الصف وحسم الحرب بسرعة لصالحهم, فضلا عن أثر الحصار الذي نخر البلاد خلال السنين العجاف التي تلت حرب بوش الأب، ضاربة بعرض الحائط انتهاكها الصارخ للقانون الدولي واحتقارها لدور المنظمة الدولية ومجلس الأمن, واستهانتها بمشاعر العرب والمسلمين، واتهامهم -في الإعلام الأمريكي المتصهين- بأنهم سبب الإرهاب الدولي في العالم.. وهكذا بدأ التحالف الأمريكي البريطاني الحرب الغاشمة العدوانية، وبدأ الغزو البربري على العراق بعدما مهد الإعلام لتلك الكارثة الإنسانية بكل الوسائل المتاحة واستخدام الحرب النفسية الإعلامية التي غطت العالم بأسره, وقد رفع الإعلام الأمريكي شعار (الصدمة والترويع) لهذه الحرب الكبرى لفتح باب السيطرة على العالم وفرض العولمة والنظام الدولي الجديد على العالم بالقوة بدءً بأفغانستان فالعراق ثم بقية دول آسيا وأفريقيا ثم أوربا كحصيلة نهائية لتداعيات هذه الستراتيجية الاستحواذية بزعامة أمريكا.