تحت رماد الحرب العاصفة (أسرار حرب العراق)
يروي هذا الكتاب القصة الكاملة لحرب العراق من البداية في أم قصر حتى سقوط بغداد. أن كاتب هذا الكتاب، العراقي علاء الدين المدرس، يتميز بأسلوب سردي واقعي للأحداث يشدّ القارئ بسلاسته.
أنت هنا
قراءة كتاب تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
تحت رماد الحرب العاصفة.!!؟ أسرار الحرب العراق
الصفحة رقم: 10
فشل خطة الحرب الخاطفة والصدمة والترويع الأولى
مع مطلع شهر نيسان تم إجراء تغييرات في الخطة الأمريكية ميدانياً وإعلامياً، وذلك إن الخطة الإعلامية التي كانت تعتمد أساساً على إخفاء الحقائق وتقليل عدد الخسائر إلى أدنى حد ممكن أصبحت غير قابلة للتنفيذ بسبب الخسائر الجسيمة في معارك المدن والعمليات الفدائية وبسبب وجود الإعلاميين المحايدين ونقلهم جزءً غير قليل من الحقائق التي لا تروق للأمريكان ولا تنسجم مع خطتهم الخبيثة، فقررت قيادة التحالف تهميش دور وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد وإسناد قيادة الجيش لرئيس الأركان, وتشديد عملية تقييد الإعلام الأوربي والعربي المحايد والتي وصلت إلى درجة ضرب مركز التجمع الإعلامي في بغداد وقتل عدد من الصحفيين, منهم مراسل في قناة الجزيرة هو طارق أيوب, والتآمر على الإعلام العراقي وطعنه من الخلف وإظهاره بمظهر الإعلام الكاذب المخادع بأساليب تكتيكية هوليودية آخرها قصة معركة المطار التي خُدع فيها وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف أيما خديعة سنأتي عليها لاحقاً، وضرب وسائل الإعلام العراقي في القلب بقصفها بشكل هستيري ومتكرر، والاتصال بالقادة الميدانيين والأمراء العراقيين في الجيش والحرس الجمهوري وتحذيرهم من خطورة مواجهة القوات الغازية وتهديدهم بمحاكمتهم كمجرمي حرب، وإدخال عناصر من قادة المعارضة إلى المدن العراقية الجنوبية التي استعصى عليهم دخولها لتفتيت الجبهة الداخلية والتشكيك في قدرة النظام والجيش على الصمود, وتجييش الجواسيس والعملاء ونشرهم في المرافق والأماكن المهمة في البلد وتجهيزهم بأجهزة ومعدات متخصصة لتحديد الأهداف الحيوية لغرض قصفها وذلك للإسراع في الإجهاز على أركان النظام, ويتوقع البعض أن عدد الجواسيس الذين أدخلتهم قوات التحالف وصل إلى 5000 جاسوس وعميل, واستنفار القوة الاستخباراتية للتحضير للضربة القاصمة.. ثم توجيه الضربة القاضية للنظام العراقي في المطار والمنصور والقصر الجمهوري في الأسبوع الثالث خلال أيام الأحد والاثنين والثلاثاء منه . هكذا كانت الخطة بعد أن يأس العدو من الوقوف أمام بسالة التصدي العراقي على الأرض، لاسيما وأن الخطة الأمريكية كانت - كعادة أي غازي جبان-تقتضي عدم الدخول في المدن والاصطدام مع الجيش والحرس والفدائيين, فكان هؤلاء الغزاة يجوبون الصحراء خوفاً من الموت على أيدي العراقيين, متدرعين بحصونهم ومدرعاتهم ومعتمدين على التفوق الجوي الساحق وقوتهم الصاروخية, وتلك الصفة يؤكدها القرآن الكريم حين يخبر المؤمنين عن قتال هؤلاء المعتدين وأمثالهم فيقول: لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون (سورة الحشر/14) وقد زاد من ورطتهم في حصنهم الصحراوي تلك العاصفة الرملية التي أعمت أبصارهم وأجهزتهم فضلاً عن قلوبهم. كما أن من الحقائق الأخرى التي تبين الزيف الإعلامي الأمريكي هي استخدام أكثر من 150 ألف جندي من القوات الخاصة (المرتزقة) وهذا العدد يزيد على نصف الجيش الأمريكي الذي جيء به لغزو العراق، وهؤلاء حسب ما صرح الأمريكان أنفسهم إنهم مرتزقة بحق، فهم ممن لم يحصل على الجنسية الأمريكية أو من أوباشهم وسرّاقهم ومجرميهم، ممن يرغبون الالتحاق في هذه القوات الخاصة بأجور مجزية وعالية جداً مقابل شرطين هي أن لا يُعلن عن مقتلهم من قبل الحكومة الأمريكية، وأن لا يحق لأهليهم المطالبة بمعرفة مصيرهم بعد مقتلهم، كما ويمتاز الجيش الأمريكي المنتشر في الخليج بميزة أخرى, هي تخصيص فرق عديدة وكبيرة للإخلاء والإنقاذ، فلا تنتهي معركة أو هزيمة لجنودهم ودروعهم حتى يسارع هؤلاء بواسطة فرق الإنقاذ لشفط وسحب كل ما على الأرض من القتلى والجرحى ومعدات ودروع وطائرات دون الحاجة إلى الإعلان عن ذلك. بتلك الخطة الخفية استطاعوا أن يصوروا للعالم أنهم لم يخسروا أكثر من مائة وخمسين قتيلاً مع عدد من الجرحى والأسرى, مما يصور عقلية الكاوبوي والخيال الذي يحكمهم ويمنيهم بالسيطرة على العالم, بحجة إنهم لا يقهرون وإن ما يقتل منهم هو شيء لا يذكر مقارنة مع قتلى خصومهم والأهداف الكبيرة التي يريدون تحقيقها, مما يخدع الرأي العام الأمريكي بأسطورة القوة الأمريكية ومنهجهم الذي لا يعتمد إلا على الزيف والخدع الإعلامية الكبرى، مما سيؤدي قطعاً إلى مأساة مروعة في أمريكا والعالم خلال الحقبة القادمة, إذا لم يتم ردع هذا الأسلوب المخادع, والذي لا يحتفظ بأي قيمة شريفة أو مبدأ حضاري إنساني سوى تقديس القوة التي تمثل الحق في العقل الأمريكي، وخداع البشرية من خلال الهيمنة على الإعلام العالمي ومقدرات العالم.