"خفايا الحياة -مفاتيح الاحلام" هذا الكتاب هو الثاني من سلسلة كتابات خالدة غوشه، الكتاب يعرض بشكل مفصل طبيعة الأحلام ونوعيتها حيث يضم الكتاب بوابات عديدة مثل أحلام الأطفال، أحلام النفس اللوامة، أحلام المريض نفسياً.
أنت هنا
قراءة كتاب خفايا الحياة - مفاتيح الأحلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
خفايا الحياة - مفاتيح الأحلام
الصفحة رقم: 4
المفتاح
الحمد لله وحده عالم الغيب والشهادة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد من لانبي بعده.
اللهم اعوذ بك من علمٍ لا ينفع وعملٍ لا ُيرفع ودعاءٍ لا يسمع.
إن الموت على وضوحٍ تام شأنه، فالموت يتعلق بالروح التي استأثر الله بعلمه سبحانه وتعالى .
قال الله تعالى:
{ وَيَسْئَلونَكَ عَنِ اْلرُّوحِ قُلِ اْلرُّوحِ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُتِيتُم مِنَ الْعِلْمَ إِلاِّ قِلِيلاً }
إذن النوم أيضا هو الميتة الصغرى، لأن أرواحنا في المنام في يد الله ويبقى علمها وأسرارها وما نتدبره من القرآن ما هو إلا قليل.
القرآن له ظاهره وباطنه وإن باطنه مليء بالعلم والمعرفة.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (القرآن لا غنى دونه ولا فقر بعده)
كل ما همني هو الاقتراب من الأحلام، ورحلة النوم التي نرى فيها أموراً عديدة، فلا بد لنا أن نقف قليلاً ونفكر: أيعقل بان ما نراه هو مجرد صور وهمية؟ طبعا لا
{ يكفي أنْ أحدُكم يوعظ في منامه}
أيها الإنسان المؤمن بالله وحده لا شريك له وبخلقه وبالموت واليوم الآخر.
إن الأحلام هي رحلة تصاحبنا كل لحظات النوم أي الميتة الصغرى، لان الإنسان النائم كالميت كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( رُفعَ القلم عن ثلاثةٍ : عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ الحلم وعن المعتوه حتى يعقل ).
أي أننا نلاحظ في فترة النوم بان النفس لا تحاسب أو يكتب لها الحسنات أو السيئات، لأن النفس لا تدري عن رحلتها هذه وإنها مسيرة وليست مخيرة، على عكس النهار حين يكون الإنسان في يومه يحاسب على كل أفعاله، لأن الإنسان البالغ في صحوته عليه أن يختار الطريق التي تؤدي إلى سجل أفعاله، ولذا يحاسب الإنسان نفسه ويلومها كثيراً لأنه بالفطرة يعلم بأنه مسؤول عن تصرفاته وأفعاله في باطنها وظاهرها.
لكن في رحلة النوم حين نكون مسيرين غير مخيرين، علينا أن نحاول أخذ العبرة والحكمة ليوم فجرنا الجديد وأيامنا القادمة.
قال تعالى: { اللَّهُ يَتَوَفَّى اْلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَمِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ اْلأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنِّ فِي ذَلِكَ لأَيَتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
لو تمعنا وتفكرنا في هذه الآية الكريمة كما قال الله لقوم يتفكرون واطلنا التفكر لعدنا لكل حرف في الآية بخشوع وعلمنا أن لحظات النوم ليست فقط راحة للجسد بل هي رحلة موعظة للنفس والمؤشر الوسيط للجسد من نفحات الروح.
هنا تفكر الروح وتأمر النفس والمأمور هو الجسد.