"خفايا الحياة -مفاتيح الاحلام" هذا الكتاب هو الثاني من سلسلة كتابات خالدة غوشه، الكتاب يعرض بشكل مفصل طبيعة الأحلام ونوعيتها حيث يضم الكتاب بوابات عديدة مثل أحلام الأطفال، أحلام النفس اللوامة، أحلام المريض نفسياً.
أنت هنا
قراءة كتاب خفايا الحياة - مفاتيح الأحلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
خفايا الحياة - مفاتيح الأحلام
الصفحة رقم: 9
بدأت بهذه الطريقة كما سبق ببوابة المفتاح بأن الأحلام والكابوس ورحلة النوم وما نراه فيها ما هي بصور وهمية أو عبثية بدون حكمة أو تأثيرات في حياة الفرد.
والتعلق الثاني للروح بالجسد المادي يكون بعد خروجه إلى الدنيا، أي حينما ينام الإنسان تأتي الصور الأولية في منامه وبصره ((أمور الحياة)) لتعلق الروح بالحياة واليقظة قبل رحيل الروح عن الجسد أثناء النوم وكثير من الناس يصابون بحالات من الهلع والخوف أحيانا دون أن يدروا السبب وحالة الخوف تصيبهم قبل النوم، كم هم بحاجة للنوم إلا أنهم أحيانا يستشعرون بخوف منه لتعلق الروح بالحياة قبل النوم ((حياة اليقظة)).
وكثير أيضا من الناس قد استشعروا في بداية نومهم وغفوتهم بأنهم وقعوا عن السرير فيستيقظون مباشرة بعد هذا الشعور ويقولون انه حلم ولكن لم يكتمل نومهم في شعورهم وعقلهم، فهذا دليل على أن الروح معلقة بالحياة اليومية للجسد المادي، ما أن ترحل الروح ترسل أو تصعد حتى تقع وترد في الجسد من شدة تعلقها فيه حسب رغبة النفس في الحياة واليوم الذي سبق رحلة النوم.
وأيضا حين يصاب الإنسان بهذه الحالة من السقوط عن السرير يشعر بأنه مزعوج جدا وقلبه يخفق! لكن انتبهوا انه سرعان ما يعود للنوم.
وأما تعلقها الثالث بالجسد المادي في حالة النوم حين تخرج وتبتعد عن الجسد بقدرة الله وأمره تبقى متعلقة بالجسد حتى إذا أمر الله بردها للجسد تعود إما بهدوء وإما على شكل حلم مزعج أو كابوس وبهذا نرى أن دعاء الرسول يثبت هذا.
(بِاسْمِكَ رَبّي وَضَعْتُ جَنْبي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ رُوحِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا كَما تَحْفَظُ عِبَادَكَ الصَّالِحينَ)
هنا حين يقبض الله الروح يمسك بها لا يردها إلى جسد قبل موعدها للعودة، والإرسال، أنها تتعرض إلى أرواح ثانية من المخلوقات، وكل الكون مخلوق من مخلوقات الله بكل ما فيه، لذا كان صلى الله عليه وسلم يطلب من الله في دعائه أن يحفظ روحه من أي شر والكثير الكثير وراء هذا الدعاء والكثير الكثير تركه الرسول صلى الله عليه وسلم لنا من الحكم والمواعظ فما علينا إلا البحث وربط الأمور .
أما التعلق الرابع للروح بالجسد المادي في البرزخ، ولو أنها فارقت الجسد المادي وتجردت عنه فإنها لا تفارقه كلياً.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وِمنْ ورائهم برزخٌ إَلىَ يَوْمِ يُبْعَثُونْ}
هذا البرزخ يشرف أهله بالروح على الآخرة والدنيا حتى يأمر الله بعودة الروح للجسد يوم البعث.
وأما التعلق الخامس هو تعلق الروح بالجسد يوم البعث لكل نفس لتكون في جسدها إما طيب وإما خبيث للوقوف للحساب.
وأما التعلق الأخير لأصحاب النار حين أنذر الله أصحاب النار في وصفه لعذابهم أنهم لا يموتون ولا يحيون فيها رغم العذاب الشديد تبقى الروح متعلقة بالجسد الذي يذوب ثم يعود ليشعروا بالعذاب والآلام الشديدة .
بسم الله الرحمن الرحيم
{الَّذي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لاَيَمُوتُ فَيهَا وَلاَيَحْيَى}
أما أصحاب الجنة فهم لا يذوقون إلا الميتة الأولى فهم منعمون بالجنة، إن شأن الأرواح ليس كشأن الأبدان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِنَ الأرْوَاحَ جُنٍْد مُجَنَّدَةٌ تَلْتَقي فِي الهَواء فَتَشْأَمَ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنافرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ )
( َمَا مِنْ عَبْدٍ يَنَامُ يَمْتلِيءُ نَوْمًا إَلاّ عُرِّجَ بِرُوحِهِ إَلى الْعَرْشِ فَالّذِي لاَ يَسْتَيْقظُ دُونَ الْعَرْشِ فَتِلْكَ الرُّؤْيا الّتِي تَصْدُقُ وَالّذِي يَسْتَيْقِظُ دُونَ الْعَرْشِ فَهِيَ الّتي تَكْذِبُ)
ومن هنا نتمعن أكثر ونرى بأن ما نراه بالمنام ورحلة الروح للحالم شيء هام وله عبرة ويعطينا مواعظ على أفعالنا مما تكتسب نفوسنا من أفعال وما تخفيه ضمائرنا.
أيضا نقدر أن نرى من أحلامنا صورة من عذابات وآلاْم تلحق بالنفس وأحيانا بالجسد حين ترد روحنا للجسد المادي وكأن هذا الجسد حقا أصابه ما رآه في نومه من ضربات مؤلمة ومن جوع ومن عطش ومن تذوق طعام في الحلم، يجعلنا هذا الشعور نقول لمن ينكر عذاب القبر إنك خاطىء.