آخر المطاف
أنت هنا
قراءة كتاب آخر المطاف سيرة وذكريات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
وتوفي والدي سنة 1936وبقينا في البصرة ستة أشهر ثم عدنا إلى الرمادي, ولم نذهب إلى الريف, بل سكنا في مدينة الرمادي, وربما تكون أسرتنا هي أول أسرة من عشيرتنا تسكن المدينة, أما بقية العشيرة فكانت تسكن الريف وغالب أفرادها يشتغلون في الفلاحة, والعشيرة على الرغم من قلة أفرادها إذا قيست ببقية عشائر الدليم ,إلّا أنها كانت تملك أراضي زراعية واسعة في منطقة الجزيرة( ) وهي من أغنى عشائر الدليم وأكثرها رفاهية.
ومشيخة عشائر الدليم منحصرة في بيتين, بيت من عشيرة (البوعساف) وهو بيت الشيخ علي سليمان و ورثه ابنه الشيخ عبد الرزاق الذي منح لقب باشا, وهو شيخ مجموع عشائر الدليم, والشيخ مشحن الحردان من عشيرتنا (البوعيثة), وكان لواء الدليم في العهد الملكي مقسما إلى ثلاث مناطق انتخابية, هي منطقة الرمادي وهيت ولها نائبان, يشغلهما بالتزكية كل من الشيخ عبد الرزاق علي سليمان والشيخ مشحن الحردان, ولما كبر مشحن الحردان حل محله ابنه المحامي محمد مشحن, الذي اسْتوزِرَ أكثر من مرة, ثم منطقة الفلوجة ولها نائب واحد يتنافس عليه في أغلب الأحيان كل من خليل كنه والسيد عبد العزيز عريم, ويفوز بالإنتخاب خليل كنه الذي شغل وزارة المعارف سنة 1952 وهو من السياسين العراقيين المرموقين, والمنطقة الثالثة منطقة عنه وراوه وحديثة ولها نائب واحد وكثيرا ما يتنافس على هذا المقعد الراويون والعانيون وتحدث بينهم مشاكل وإصطدامات .
ولما أصبح عمري مناسبا لدخول المدرسة الابتدائية ولم يكن عندي دفتر نفوس, وشك مدير المدرسة بعمري, إنتقلنا إلى قريتنا البوعيثة وسجلت في مدرستها, وسكنا أنا وأمي وأختيّ في بيت جدي لأمي من عشيرة الجنابيين, وكان متحالفا مع بيت مشحن الحردان وكان تاجراً قروياً, وبقينا أشهرا معدودة ثم عدنا إلى مدينة الرمادي والتحقت في المدرسة الابتدائية الثانية , وكانت في الرمادي مدرستان إبتدائيتان هي الأولى والثانية ومدرسة ابتدائية للبنات ومدرسة ثانوية للبنين ولم تكن هناك مدرسة ثانوية أو متوسطة للبنات وكانت البنت إذا أكملت الابتدائية إما أن تجلس في البيت أو تذهب إلى بغداد لتكمل دراستها عند أحد أقربائها وهذه حالات نادرة .
وكان دخولي المدرسة الابتدائية سنة 1938/1939 ولما كانت سجلاتنا المدنية في البصرة وتعذر علينا الذهاب إليها لإستخراج (دفتر نفوس) أي بطاقة الأحوال المدنية,استحصلنا على دفاتر نفوس من الرمادي, وسُجِلَتْ مكان الولادة في الرمادي خلافا للحقيقة إذ ولادتي كما ذكرت آنفا في البصرة .