آخر المطاف
أنت هنا
قراءة كتاب آخر المطاف سيرة وذكريات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
وكنت أحظى برعاية ومحبة جميع من أشرفوا على تدريسي لِما كنت أتمتع به من إقبال على الدراسة, ولكوني يتيما, وكنت طالبا متميزاً لاسيما في اللغة العربية والحساب, الذي سمي فيما بعد (الرياضيات) وربما استَدْعَى وأنا في الصف الرابع لأحل لطلاب الصف السادس المسائل الحسابية التي يعجزون عن حلها, وهو نوع من التبكيت لهم من قبل المدرس, وعلى الرغم من ضعف الطلاب فكان هناك في المدرسة معلمون مقتدرون أذكر منهم الاستاذ كاظم فتحي عسكر الراوي الذي توفي مؤخرا في لندن, والاستاذ عبد الغفور حميد طه أبو حيدر معلم الحساب (الرياضيات) والاستاذ شفيق توفيق طه الهيتي مدرس اللغة العربية الذي إنتقل إلى بغداد وتولى إدارة المدرسة الفيصلية المشهورة في الكرخ.
وكانت الدراسة ضعيفة والإقبال على التعليم ضعيفا, وأذكر وأنا في الصف الرابع لم ينجح في الامتحان الوزاري النهائي في مدرستنا ولا طالب واحد, وفي السنة الثانية نجح طالب واحد في الدور الاول وهو طارق عواد علي الحسين, الذي أصبح طبيبا عسكريا مرموقا وهو من أسر الرمادي المرموقة وعمه عبد الستار علي الحسين الذي استوزر, أظن في وزارة العدل أيام الحكم العارفي لأنه كان من القوميين النشطاء وأظنه كان من حزب الاستقلال في العهد الملكي.
وفي السنة الدراسية 1945/1946كنا في الصف السادس وجاءت مجموعة من المعلمين الجدد أذكر منهم الدكتور عبد الرحمن حبيب الذي أصبح في العهد الجمهوري وزيراً للمالية والدكتور خطاب صكار الاستاذ القدير في كلية التربية فحركوا مسيرة التعليم, ودفعوا الطلبة إلى الدراسة الجدية, وكان عدد طلاب الصف إثنين وعشرين طالبا وكان مدير المدرسة حازما وهو المربي الفاضل مصلح خليل الراوي, فلم يوافق على تقديم كل الطلبة للإمتحان الوزاري بل سمح لاثني عشر طالبا منهم فقط, ولما ظهرت النتائج نجح عشرة في الدور الأول, والاثنان الآخران نجحا في الدور الثاني, ورغب بعض أصدقائي من الطلاب ان يتقدموا للدراسة في مدرسة دار المعلمين الريفية, التي كانت في الرستمية خلف معسكر الرشيد والدراسة فيها خمس سنوات بعد الابتدائية .وتُخَرِّجْ معلمين للمدارس الابتدائية, فشجعني أصدقائي أن أشاركهم في ذلك,وصادف أن جاء إلى الرمادي الدكتور عبد الرحمن القيسي وسمع من أحد أقاربه أني أريد أن ألتحق بهذه المدرسة, وكانت لنا صلة باسرتهِ, فطَلَبَ من قريبه هذا أن يتصل بوالدتي لتمنعني من التقديم إلى هذه المدرسة, وأن تحثني على إكمال الدراسة الثانوية وفعلاً قدمت أوراقي إلى المدرسة الثانوية والتحقت بها وكنت شغوفاً بالقراءة وأتردد على المكتبة العامة ومكتبة الإرشاد وهي من المكتبات التي أسستها السفارة البريطانية في مختلف أنحاء العراق وزودتها بكتب يسارية أدبية وقصصية وفكرية وذلك للوقوف في وجه الحركة النازية المتنامية في البلاد .