آخر المطاف
أنت هنا
قراءة كتاب آخر المطاف سيرة وذكريات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
انتمائي لحركة الإخوان المسلمين
كنت طالباً في دار المعلمين في المرحلة الأولى لم أكن أصلي سوى الجمعة, وكنا نصليها في جامع الإمام الأعظم النعمان بن ثابت في الأعظمية في غالب الأحيان, وكان إمام المسجد وخطيبه هو العالم الشيخ عبد القادر الخطيب, ورأيت ظرفاً مناسباً للصلاة, في دار المعلمين فهناك مصلى بجنب المطعم, ومكان مهيأ للوضوء في القسم الداخلي, فحدثتُ نفسي في يوم من الأيام لماذا لا أصلي؟ فقررت أن اُصلي, فذهبت وقت صلاة المغرب إلى مكان الوضوء فتوضأت, وجئت إلى المصلى, وكانت الصلاة قائمة, فلم أنضم إلى صف المصلين, بل صليت منفرداً, فلما انتهت صلاة الجماعة جاءني أحد الطلاب من الرمادي, اسمه ثامر عارف العاني, وهو في مرحلة متقدمة على مرحلتي, فقال لي لماذا لم تنضم إلى صف المصلين؟ فقلت له أنا هذه أول مرة اُصلي ولا أعرف كيف أنضم إلى صف المصلين؟ فأرشدني جزاه الله خيراً وقررت بعد ذلك أن أشتري كتاباً أتعلم منه الصلاة فاشتريت كتاب تعليم الصلاة للأستاذ محمد محمود الصواف –رحمه الله- وكان ثمنه على ما أذكر ثمانين فلساً.
كانت دار المعلمين قرب المقبرة الملكية في الأعظمية وكانت مقابلها ثانوية الأعظمية وكانت في الأصل كلية الملك فيصل يُختار لها النخب المختارة المتميزة من الطلاب من ألوية العراق المختلفة, وانتشرت بينهم مبادئ الشيوعية, فهجم عليهم طلاب كلية الشريعة وأهالي الأعظمية المناؤين للشيوعية, فاُلغِيت وحلت محلها ثانوية الأعظمية, وتقع تقربياً مقابل دار المعلمين الإبتدائية في الشارع المتجه من منطقة (رأس الحواش) إلى المقبرة الملكية, وكانت هناك (فرصة) بين الدرس الثاني والدرس الثالث, مدتها عشرون دقيقة, ويسمح للطلاب أن يخرجوا إلى الشارع, فيختلط طلاب ثانوية الأعظمية بطلاب دار المعلمين, وفي أحد المرات خرجت في فرصة من الفرص إلى الشارع ,كعادة الطلاب, فرأيت مجموعة من الطلبة عددهم حوالي خمسة عشر طالباً من طلاب ثانوية الأعظمية وكان أحدهم يبدو أنه مسؤولهم, يشرح لهم سورة نوح ورأيت ضمنهم أحد أصدقائي من طلاب الثانوية من زملائي في الدراسة في الفلوجة, وهو الطالب بدري عويد العاني الذي سبق أن ذكرته أيام الدراسة في متوسطة الفلوجة فوقفت بجنبه أشاركهم في الاستماع إلى الشرح, سألت صديقي بدري عويد وقلت له ما هذا الذي رأيته وسمعته؟ وهذا جديد لم نعهده سابقاً في المدارس فقال لي: نحن مجموعة من الطلاب ننتمي إلى جمعية دينية اسمها جمعية الأخوة الإسلامية, وهذه الجمعية تعقد إجتماعات كل يوم خميس في جامع (الأزبك) المجاور لوزارة الدفاع في باب المعظم, فقلت له: ما اسم الطالب الذي كان يتحدث لكم ؟فقال اسمه عبد الجبار بكر, فقلت له من يرأس هذه الجمعية؟ فقال: عالم يسمى محمد محمود الصّواف, فقلت: إنني سبق لي أن سمعت هذا العالِم يتحدث في جامع الرمادي, وأنا لم أكن أصلي, وكنت أستمع إليه من خارج المسجد من الشباك, وأعجبتُ بكلامه وحماسته التي تدخل إلى القلوب فأحببته على الرغم من أنني لم ألتقِ بهِ, وأرغب في الإنضمام إليكم. وسأحضر الخميس القادم إلى المسجد,وفعلاً ذهبت وحضرت الاجتماع الذي كان يضم مجموعة من الشباب والرجال الكبار وتكرر حضوري وإزداد إعجابي بالاستاذ الصّواف وحبي له, وأصبحت جزءاً من الجماعة وكان ذلك أواخر سنة 1949 وأنا في الصف الاول, ثم بدأت أتصل بشباب الأعظمية من الإخوان وكان يتردد إلى ملعب الرياضة في دار المعلمين مجموعة من شباب الأعظمية ,وتبين لي من الاختلاط بهم أنهم من الإخوان و على رأسهم الاخ (منيب الدروبي) ( ) وكانت عندهم مكتبة في أحد أزقة الأعظمية مجاورة لبيت قارئ القرآن المعروف محمود عبد الوهاب يجتمعون في هذه المكتبة يقرؤون كتب دينية في أغلبها تتعلق بفكر الإخوان المسلمين, ثم علمت أن للجماعة مقراً في الأعظمية مقابل جامع أبي حنيفة مجاور السوق, وبعد ذلك جرى هدم للمنطقة لتوسيع الشارع, عند إنشاء جسر الأئمة الرابط بين الأعظمية والكاظمية سنة 1957, وكان الذي يربط بينهما جسر خشبي بإمتداد الشارع الذاهب من المقبرة الملكية بإتجاه نهر دجلة في منطقة السفينة. وقريب الآن من جامع صالح أفندي.