أنت هنا

قراءة كتاب الحصاد الماتع في ندوة اليوم السابع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحصاد الماتع في ندوة اليوم السابع

الحصاد الماتع في ندوة اليوم السابع

بعد غياب عن متابعة "ندوة اليوم السابع" الثقافية الأسبوعية إصدار مداولاتها النقدية، وقراءات أعضائها للمنتج الأدبي، الذي يكون على مائدتها الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) في القدس، تعود مع هذا الإصدار إلى إطلاع جمهورها من القراء والمهتمين على ج

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 4
جميل السلحوت:
 
محمود شقير كاتب متميز بطريقة لافتة، كتب القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدًّا، وقصة الأطفال، ورواية الفتيان، وأدب السيرة، وأدب الرحلات، والمقالة النقدية، والمقالة السياسية، والمسرحية، والمسلسلات التلفزيونية، وصدر له حوالي أربعين مؤلفًا. ومحمود شقير أبرز كاتب قصة فلسطيني، ومن كتاب الصف الأول في القصة القصيرة على مستوى العالم العربي. ترجمت بعض أعماله إلى أكثر من لغة أجنبية.
 
وأديبنا محمود شقير المولود في العام 1941 في جبل المكبر أحد أحياء القدس، مسكون بمدينته، هو يعيش ويسكن فيها، لم يفارقها إلا في سنوات إبعاده عن أرض الوطن ما بين 1975-1993، لكن المدينة وهمومها تسكنه، تسكن وجدانه وعقله وفكره: "هي مدينتي الأولى، لم أعرف أية مدنية قبلها" (ص5)، وهي، أيّ القدس: "بالنسبة لي حاضنة الروح ومهد الطفولة والشباب، لا يكمن أن أتصور تجربتي في الحياة دون أن تكون القدس حاضرة فيها تمام الحضور" (ص5). والقدس بالنسبة لأديبنا ليست مدينة كسائر المدن، "هي مدينتي التي تعلمت منها، وهي التي ألهمتني كثيرًا مما كتبت، وما زالت تلهمني، لها المجد والحرية والخلاص" (ص7).
 
ويظهر ارتباط أديبنا بعروس المدائن، ومدى سطوتها عليه من خلال كتاباته، فمجموعته القصصية الأولى "خبز الآخرين" كل أحداثها وحكاياتها تدور في القدس، لكن أديبنا ما أن عاد إلى مدينته بعد إبعاد قسري دام ثمانية عشر عامًا، حتى أبدع لنا رائعته "ظل آخر للمدينة"، اعتبرها سيرة للمكان، في حين يراها آخرون- وأنا منهم- أنها كانت جانبًا من سيرة المكان، وجانبًا من سيرة الكاتب نفسه في المدينة، جاءت على شكل روائي إبداعي .
 
ثم ما لبثت أن صدرت له في العام 2010 مجموعة قصص قصيرة جدًّا تحت عنوان "القدس وحدها هناك"، فيها استلهام أدبي لتاريخ المدينة وحاضرها، جاءت قصصًا قصيرة جدًّا، منفصلة عن بعضها البعض، يربطها خيط دقيق لتشكل رواية القدس، فهل جاء إصداره الجديد "قالت لنا القدس" ليشكل ثلاثية عن جوهرة المدائن؟ أم أنها جاءت عفو الخاطر؟ وفي تقديري أن الكاتب لم يخطط لكتابة ثلاثية عن القدس، لكن القدس التي تسكنه، تدفعه وتحرضه للكتابة عنها، خصوصًا وأنه معاصر لأحداث يرى فيها ضياع المكان، ويري كيف يجري سرقة تاريخ المدينة بعد أن سرقت جغرافيتها، فيؤرقه ذلك، فيجمع أفكاره، ويحاول أن يكتب تاريخ المكان كشهادة على مرحلة يجري فيها تزوير ماضي المدينة وحاضرها، ومحاولة بناء مستقبل زائف لها.

الصفحات