بعد غياب عن متابعة "ندوة اليوم السابع" الثقافية الأسبوعية إصدار مداولاتها النقدية، وقراءات أعضائها للمنتج الأدبي، الذي يكون على مائدتها الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) في القدس، تعود مع هذا الإصدار إلى إطلاع جمهورها من القراء والمهتمين على ج
أنت هنا
قراءة كتاب الحصاد الماتع في ندوة اليوم السابع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
نزهة أبو غوش:
يحتوي الكتاب على (195) صفحة من القطع المتوسط، أَبرز فيها الكاتب نواحي وأَوضاعًا مختلفة لمدينة القدس، حيث بدا واضحًا في كتاباته الناحية الاجتماعية بكافة تفاصيلها، كذلك أَبرز الناحية الثقافية، والسياسية تحت ظل الاحتلال، كما تطرق إِلى تاريخ القدس ما بعد ستينيات القرن العشرين حتى يومنا هذا، إضافة إلى جغرافية المدينة داخل الأسوار وخارجها.
إِن قلق الكاتب على أَوضاع مدينة القدس الراهنة والمستقبلية يعكس بوضوح قلق مواطنيها، وقلق الشعب الفلسطيني بأَسره، حيث أَنها مدينة معزولة مكبَّلة، ومهوَّدة ومحاصرة بأَسوار إسمنتية، وأَسوار نفسية أَشدّ قسوة، وضراوة .
لقد أَبرز المؤلف محمود شقير في هذا الكتاب دور المرأَة بصورة إِيجابية، فهي المرأَة المثقفة، المناضلة، كما أَنها المرأَة القائدة للمؤسسات النسوية والاجتماعية والتربوية ومواقع عليا في السلطة الفلسطينية. كما أَن المرأة في نظره مصدر من مصادر الرفعة والجمال." ومما له دلالته أَن أَولّ تظاهرة جرت في القدس ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد عدوان 1967 قامت بها نساء المدينة وبناتها، كاسرات بذلك حاجز الرهبة والخوف من عسكر المحتلين" (ص21). لقد أَبدى المؤلف قلقه على نساء القدس وخصوصًا في المرحلة الراهنة حيث التهويد، وانهيار القيم، وكثرة الالتباس.
إِن المذكرات، أَو اليوميات التي دوّنها المؤلفُ عن حياته اليومية في مدينة القدس عبارة عن مذكرات سريعة، موجزة وهادفة، نتعرف من خلالها إلى شخصية الكاتب كإنسان يعيش صراعات مختلفة، وخصوصًا صراع الهوية المجزّأَة، والغامضة للآخرين في أوروبا وغيرها، وهي تعكس هوية كل مقدسي وصراعه حول هذه الهوية: "كان مسجلاً في الوثيقة أَنني إسرائيلي، وأَما فيما يتعلق بجنسيتي فقد كانت أُردني، وذلك لإخفاء أَنني فلسطيني" (ص179). إِن أَسماء الشخصيات التي ذكرت في اليوميات كان معظمها غير معرَّف للقارئ، ربما يعود ذلك بأَن الكاتب لم يهدف نشرها مسبقًا.
إِن لغة الكتاب سلسة بسيطة ومعبرة بأُسلوب تقريري مباشر.
يعتبر الكتاب مصدر توثيق لمدينة القدس: حضارتها، وتاريخها، وثقافتها، وجغرافيتها، لذلك فهو يستحق القراءة.
وبعد ذلك جرى نقاش مطول شارك فيه كل من: الكاتبة نزهة أبو غوش، والأستاذ خليل سموم، والأديب إبراهيم جوهر.
(القدس 16/9/2010)