أنت هنا

قراءة كتاب نافذة على الاعلام العربي والدولي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نافذة على الاعلام العربي والدولي

نافذة على الاعلام العربي والدولي

من المؤكد أن الصحافة والعمل الصحفي لا يقتصران على البحث عن الأخبار ونقلها للجمهور دون النظر إلى ماهية تلك الأخبار ووقعها على المُتلقّي؛ لأن الخبر ليس مجرد كلمات تُصاغ بأسلوب لفظي أو كتابي ينشر أو يبث للناس، بل إنه أكبر بكثير من مفهوم اللغة والصورة: إنه حقيق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
ومهما اختلفت لغة ووسائل الصحفي أو المؤسسة الصحفية الناقلة للأخبار؛ فستبقى أساسيات العمل الصحفي واحدة؛ لأن الاختلاف يكمُن في المتلقي (الجمهور) والذي يتميز بالتنوع والتباين الكبير في الآراء، المفاهيم والمعتقدات، خلافاً للصحفي الذي مهما كانت هويته وانتمائه السياسي، العرقي أو الديني فسيبقى هدفه كشف الحقيقة وإيصالها للجمهور· من هنا أصبح لزاماً على الصحفيين الاتصال بنظرائهم في بلدان قد تختلف عن بلدانهم كليا، من حيث اللغة والدين والتقاليد، والتعامل معهم كشركاء حقيقيين في رحلة البحث عن الحقيقة·
 
إن عالم اليوم أكبر بكثير من عوالم العزلات الثقافية أو السياسية، إنه عالم تجاوز الكثير من الحدود التقليدية: المادية والمعنوية، وجاء بمفهوم (القرية الكونية) في تناول وسائل الإعلام العالمي للأحداث والقضايا الاجتماعية والإنسانية بصفة، ليقرب المسافات بين البشر ويجعلهم يتعاملون مع بعضهم البعض كأنهم أفراد ينتمون إلى عالم واحد أكبر من حدود اللون والجنس واللغة وباقي الفروقات والحواجز التي كانت تقف حداً لمعرفة وسماع صوتٌ ما يُراد له أن يُسمع!
 
لقد تلاشت إلى حد ما معظم تلك الحواجز أمام ثورة الاتصالات والمعلومات التي عاشها العالم خلال العقدين الماضيين، والتي تمثلت في حدوث عملية اندماج تكنولوجية بين أقوام كانت في الماضي تشكل كيانات مستقلة، تفصلها عن بعضها البعض حدود تكنولوجية، سياسية أو عرقية واضحة· وبفعل التكنولوجيا الرقمية التي اجتاحت المشهد الإعلامي والاتصالي العالمي منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي، أضحت وسائل الإعلام أكثر تفاعلية وأكثر تناغماً في إطار ما يسمى بظاهرة التزاوج التكنولوجي، الذي اندمجت من خلاله ثلاث صناعات عملاقة هي صناعات الاتصالات والحاسبات والإعلام· وقد يؤخذ على المشهد الإعلامي العربي التباطؤ في دخول عالم الانترنت، ولكن برغم قصر الفترة الزمنية لكن هنالك علامات مبشرة وواعدة على مستقبل مشرق لصحافة الإنترنت، بناء على ما تم إطلاقه من بوابات إخبارية وصحف إلكترونية، ومدونات إعلامية باللغة العربية، باتت تشكل نواة حقيقية لصحافة إنترنت صارت تنافس الصحافة التقليدية وتجذب أعداداً كبيرة من المستخدمين، ممن لهم القدرة على النفاذ للشبكة العنكبوتية·
 
ولعل من تأثيرات هذا الاتجاه ما برز من جدل حول المخاطر التي تهدد مستقبل الصحافة الورقية، في ضوء ارتفاع التكاليف الإنتاجية وتكاليف التوزيع وتناقص الموارد الإعلانية التي تستمد منها الصحف أسباب بقائها وازدهارها· إن ظهور تقنيات الاتصال الحديثة جَعلتْ من التغطيةَ الإعلامية للشؤون المحلية والدولية شاملةَ وفورية، واضعة صانع القرار وجهاً لوجه أمام تحديات فعلية تتطلب ردوداً سريعة· لذلك فان إنشاء وتقوية الصحافة المستقلة هما شرط لازم من أجل تقدم الأفراد والمجتمعات، لأنهما سيكون بمثابة رسول الحقيقة للجماهير لمساعدتهم في اتخاذ المبادرات المثلى لتحسين أوضاعهم الخاصة: التعليم، مكافحة الفقر، التضامن مع أصحاب المصير نفسه، التأثير على سياسة الحكومات، ومكافحة الفساد والاستغلال· إن وجود إعلام مستقل وصادق سيساهم بشكل أساسي وفعّال في تقدم المجتمعات· ومن أجل تحقيق ذلك، على الخدمات المعلوماتية والصحافة والعملية الديمقراطية أن تعمل معا من أجل الارتقاء بالمجتمع وبنائه بالطرق العلمية العملية، وتعريف الجمهور بصورة حقيقة وفاعلة في ما يدور في مجتمعاتهم والعالم·
 
إن المواد والموضوعات والتقارير المعروضة في هذا الكتاب هي محاولة متواضعة جاءت لتضييق الهوة التي أوجدتها الحكومات والأنظمة التقليدية، لتحول بين الصحفي والوصول إلى الحقيقة أينما كانت·
 
علاء هادي

الصفحات