رواية "جدد موته مرتين" للروائي العراقي حميد الربيعي، تتناول حدث مر بعائلة فيلية مفترضة، عندما نقلت الى منطقة قلعة دزة التابعة لمحافظة السليمانية والتي تم محوها من قبل نظام الطاغية سنة 1984، وبموجب هذه الأحداث، وبقدر ما تتحرك الرواية على شخوص مفترضين كعمل أد
أنت هنا
قراءة كتاب جدد موته مرتين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
ـ 2 ـ
العـرس
كنا صغاراً نلهو في الشارع، أربعة صبيان وبنت، في أفراحنا نصبح مجموعة كبيرة، يأتون من الحارات المجاورة إلى "عكد الأكراد". هي ليست بالبعيدة، تكاد أن تلاصق حينا، كلنا ضمن "الصدرية" لكننا نتباهى بمناطقنا، فأبناء "قنبر علي" هم الأعسر، أولاد سوق الغزل كلهم يربطون الطيور، نحن أبناء عكد الأكراد نرطن بعدة لغات، لن يميزنا إلا من سكن معنا دهراً، الفيلي قصير وممتلئ بيد أنه يتكلم العربية بطلاقة، وأبناء الكلداني يحفظون الشعائر كما نحن. نلتم قبل الصباح قبل التوجه إلى المدرسة، كل ينطر صاحبه، نخرج معا ونعود معاً، نشكل عصبة تجاه الآخرين، لكننا في الحقيقة متضامنون فيما بيننا، أهل الصدرية سواء.
ـ غلاظ و أشداء.
عابت المدرسة الجديدة صلابة قامتنا وفتوة العضلات، لكنها بعد أسبوع رحلت.
يقال أن ثمة من اشتكاها لدى الإدارة، نحن عزونا الأمر إلى مخافتها من البطش بعدما استعرضنا عناداً بها فتوتنا علانية في درسها، كانت مذعورة من تصرفنا الطائش فلم تعد في اليوم التالي وإلى الأبد.
عند انتهاء الدوام نخرج زمراً، ننهب الشارع الذي يفصلنا عن "الفضل" بحركات رقص، إنه في الواقع تحد للشبان الذين ينتظرون قدومنا كل يوم ليدخلوا في مشاحنات، نحن ألفناها وصارت جزءاً من يومنا.
نضمرها لهم ونعلنها عصراً عندما ندخل سباقات الطيور. تلك المباريات تتحول إلى مهرجان، يشارك فيه الجميع، بدءاً من باب المعظم ومروراً بالصدرية كلها وحتى مفرق سينما الفردوس.