أنت هنا
قراءة كتاب بيت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
الطغرائي
هذا جزاءُ امرئٍ اقراُنه درجوا
مِنْ قبلهِ··· فتمَّنى فُسحَةَ الأَجَلِ
تجربة إنسانية مؤلمة أن يتمنى المرء أن يطول بقاؤه، وتتحقق الأمنية، ويموت أصحابه ورفاقه، ويبقى وحيداً، وتعود أمنيته القديمة وبالاً عليه·
حدثني الصديق العزيز يوسف الشيراوي أن أباه، رحمه الله، كان في أيامه الأخيرة في شبه غيبوبة· وذات يوم أفاق ونظر إلى يوسف الذي سأله عن حالته فما كان من أبيه إلاّ أن قال: هذا جزاء أمريء!، وعاد إلى الغيبوبة·
ومنذ أيام قليلة كنت أتحدث مع الصديق الأديب الدكتور حسين العمري سفير اليمن في بريطانيا وكنت أبدي اسفي لفراقه بعد أن عُيّن عضواً في مجلس الشورى في اليمن، مما يعني أنه سيغادر لندن قريباً وأضفت، مُتحدثاً عن نفسي : هذا جُزاء أمريءٍ !· أخرج الصديق، على الفور، من محفظته ورقة كُتَبِ عليها البيت : سألته عن السبب الذي دفعه إلى الاحتفاظ بالبيت في محفظته، فقال إن قريباً له عُمّر حتى شعر بالوهن فأخذ، في أيامه الأخيرة، يردّد البيت· أضاف الصديق أنه خاف أن ينسى البيت فبادر إلى كتابته·
عندما يتحدّث بيت شعر عن تجربة إنسانية يحسّ بها الناس في كل مكان، يرويه الناس في كل مكان، وهذا شأن هذا البيت الرائع·