أنت هنا

قراءة كتاب رحلة الحبشة - من الأستانة إلى أديس أبابا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رحلة الحبشة - من الأستانة إلى أديس أبابا

رحلة الحبشة - من الأستانة إلى أديس أبابا

تصنف هذه الرحلة في عداد الرحلات الدبلوماسية، ومؤلفها صادق باشا المؤيد العظم شخصية عثمانية معروفة، قام برحلته إلى الحبشة في ربيع وصيف سنة 1896 موفداً من قبل السلطان عبد الحميد، ومعه رسالة إلى النجاشي منليك الثاني امبراطور الحبشة الذي استقبله في بلاطه بحفاوة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
IV
 
يذكر العظم أنه استقى الكثير من المعلومات عن حاضر البلاد وتاريخها وتاريخ الدول والممالك، والحروب الداخلية، والحروب مع الطليان، والأوضاع التجارية، وغيرها، من خلال أشخاص من أبناء الجالية العثمانية من سوريين ومصريين وأرمن وغيرهم، ممن التقاهم هناك أثناء رحلته، سواء في جيبوتي أو في الحبشة نفسها، كنعمان الخوري، سفير فرنسا في الحبشة، الذي زامله في المدرسة في أول نشأته، وانقطع عنه منذ أيام الصبا· ومن بين هؤلاء، أيضاً، يذكر العظم أخوين سوريين من قرية بيت شباب في لبنان هما اسكندر وبشارة غالب، وكانا في مطلع الثلاثينات من العمر ويشتغلان في التجارة· ويصفهما بأنهما على جانب كبير من الشهرة في البلاد· وقد وضعا نفسيهما في خدمة الوفد السلطاني الذي يرأسه العظم وقدما للأخيرمعلومات مفيدة عن أحوال البلاد وتجارتها وسياستها·
 
وفي هذا السياق لا يهمل الرحالة إيراد معلومات مستفيضة عن الأمكنة العامرة بالحركة والنشاط التجاريين، وأطوارها وميزاتها وإمكاناتها وطرق الوصول إليها، كجيبوتي، مرغباً التجار العثمانيين في الوصول إلى هذه الأمكنة من باب توسيع تجارة السلطنة·
 
ونراه يورد معلومات مفيدة عن النشاط التجاري عبر البحار على خطوط التجارة القديمة والحديثة، وأبرز القوى البحرية كالروس والإنكليز والفرنسيين والإيطاليين والهولنديين والهنود والعثمانيين والإيرانيين وغيرهم· ويعدد أنواع البضائع التي تمر بميناء جيبوتي، وتلك التي تدخل الحبشة قادمة من أميركا وإنكلترا والبلاد العربية، كأنواع الأقمشة القطنية والحريرية والأجواخ، والآلات والأدوات الحديدية، والبسط العجمية والأوروبية، وأنواع الأسلحة النارية، ومصنوعات الفضة والنحاس، والطنافس التركية، وعطر الورد والبن والملح وأنواع الحبوب، والحصر، وهذه البضائع ترد بواسطة السفن وكلها تعمل تحت العلم العثماني·
 
أما البضائع التي ترد من الحبشة عن طريق مضيق هرمز فأبرزها، كما يذكر العظم، البن والعاج والذهب الأصفر والشمع العسلي والماشية كالعجول والغنم والماعز وغيرها، وجلود الحيوانات الوحشية، وينشط هناك من الرعايا العثمانيين السوريون واليمنيون والحجازيون والأرمن·

الصفحات