أنت هنا

قراءة كتاب رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر

رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر

تمثل هذه الرحلات باكورة مشروع ضخم كنّا قد شرعنا به منذ سنوات، ونوّهنا عنه في أكثر من مناسبة، لترجمة رحلات أجنبية جديدة، أو بترجمة جديدة كاملة، تغطي الحقبة من القرن السادس عشر حتى نهاية القرن الثامن عشر· وقد انتهينا من ترجمة نحو خمس عشرة رحلة منها، ودفعنا بع

الصفحة رقم: 1
مقدمة عامة
 
لا يزال القرن السادس عشر يحتل أهميةً خاصةً في مسيرة التاريخ الحديث، لارتباطه بمتغيرات سياسية واقتصادية وثقافية كبرى· وكانت الاستكشافات الجغرافية، والحركة التوسعية الاستعمارية التي رافقتها بعد الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح والوصول إلى الهند، وإقامة مستعمرات فيها، أبرز مظهر لتلك المتغيرات·
 
وعلى إثر ذلك تحركت البرتغال لمهاجمة دولة المماليك المتداعية والقضاء عليها· وما لبثت الدولة العثمانية، أكبر قوة إسلامية يومذاك، أن هاجمتها من الشمال، فأطاحت بها نهائياً في سنة (1517)، لتدخل في صراع مباشر مع البرتغاليين، ومع الصفويين، القوة المنافسة الأخرى التي بدأت تتصاعد في الشرق· وكان من نتيجة تلك الصراعات أن فقد الشرق الإسلامي دوره القديم في الوساطة التجارية بين الشرق والغرب، وظهرت قوى جديدة أخرى حلّت محلّها وفتحت آفاقاً واسعةً لعالم جديد·
 
ولكن، على الرغم من انهيار الدور الاقتصادي للطريق البرّي القديم، إلا أن التجّار والمبشرين والمغامرين الأجانب ما لبثوا يرتادونه، لوقوعه على مفترق طرق حيوية تشكِّل حلقة وصل بين قارات العالم القديم، إلى جانب الأهمية الدينية والتاريخية لكثير من مناطقه الممتدة عبر الطريق البري القديم، الممتد من سواحل بلاد الشام حتى البصرة، فالخليج العربي· وظلّ مسار الطريق الممتد من سواحل بلاد الشام، مروراً بالعراق وبلاد فارس، وصولاً إلى الهند، لا بديل عنه لكثير من هؤلاء· وقد شكَّلت هذه الرقعة البريّة القصيرة أهم الطرق التي سلكها الرحّالة خلال القرن السادس عشر، وقبله، وبعده·
 
وفي الوقت الذي تكشف لنا فيه كتب التاريخ والوثائق المعاصرة في كل يوم معلومات جديدةً من الصراع بين أكبر قوتين افستين حينذاك، الدولة العثمانية والدولة الصفوية، وتفاصيل سياسةً واقتصاديةً واجتماعيةً مختلفةً عن المناطق التي كانت ساحة تنازع بين تينك القوتين، إلا أن المعلومات التي تزخر بها كتب الرحلات يبقى لها طعم خاص، فهي شهادات حيّة كتبها شهودٌ عيان زاروا تلك المناطق ودوّنوا مشاهداتهم وملاحظاتهم عنها، وكشفوا جوانب أغفلت عنها المصادر الأخرى· ومن هنا تأتي أهمية الكتاب الذي نقدمه·
 
ومع أن كتب الرحلات أخذت تستحوذ على اهتمام متزايد في الآونة الأخيرة من لدن الباحثين والمؤرخين وعامة القرّاء، إلا أن رحلات القرن السادس عشر لا تزال بعيدةً عن اول اليد، باستثناء حالات نادرة ـ رحلة الهولندي ليونارد راوولف (1573) مثلاً·
 
ولهذا السبب، وقع اختيارنا على ست رحلات أجنبية نادرة، بهدف تسليط المزيد من الضوء على تلك الحقبة الغامضة· وهذه الرحلات هي:
 
1· رحلة الأميرال التركي سِيدي علي ريِّس (1553-1554)؛
 
2· رحلة الإيطالي سيزار فيدريجي (1563-1581)؛
 
3· رحلة الانكليزي جون نيوبري (1583)؛

الصفحات