مررت خلال حياتي منذ أن كنت طفلاً في الثلاثينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا، بأحداث وحروب وظروف قاهرة ومعاناة عشتها وواكبتها فرأيت من واجبي تجاه وطني وشعبي أن يطلع علهيا العراقيون عامة، والشباب خاصة· أحداثاً أصبحت جزءاً من تاريخنا لما لها من تأثير على مجر
أنت هنا
قراءة كتاب نبضات الذاكرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
أدى فشل المواجهة بين الجيشين الى إنسحاب الجيش العراقي واحتلال العراق وهرب قادة الحركة وقوادها ووزرائها إلى إيران· ثم اعتقل بعد احتلال إيران من قبل الإنكليز والروس مع من اعتقلوا ونقلوا منفيين إلى روديسيا الجنوبية (زمبابوي الآن) من قبل السلطات البريطانية· بقي مع زملائه الوزراء والضباط حتى عام 1944 حيث أعيد إلى العراق وحوكم مع زملائه أمام المجلس العرفي العسكري وحكم عليه بالسجن سنتين قضاهما في سجن في الحقل الحيواني للحرس الملكي· بعد أن خرج من السجن عام 1946 اعتزل العمل السياسي وشغل منصباً استشارياً وكرئيس مجلس إدارة مصلحة مصافي النفط الحكومية لحين سقوط النظام الملكي عام (1958) اذ تقاعد عن عمله وتوجه للأعمال الحرة والأعمال الخيرية حتى وفاته في كانون الثاني من عام 1963·
والدتي السيدة خديجة رشيد عبدالله الروماني من العوائل السورية العريقة والتي كانت تعمل في التجارة وتسكن دمشق ولها اتصال بالعراق وبعض الدول العربية· والدها الحاج رشيد عبدالله الروماني قدم إلى بغداد مع بناته وبعض أولاده في عام 1927 وعمل في التجارة وكان من نصيب والدي الزواج بوالدتي في عام 1928· أنجبت له خمسة أطفال ولدين وثلاث بنات، أنا وأخي زهير، وأخواتي سلوى وبشرى ومها· كانت زوجة مخلصة وسيدة مثالية متدينة حريصة وساهرة على تربية أولادها فأنشأتنا نشأة صالحة، وكان لها الفضل الأكبر في تربيتنا وخاصة أثناء وجود والدنا في المنفى والسجن لمدة تقارب الست سنوات اذ كانت لنا الأم والأب·كنت آنذاك طالباً في الصف الخامس الإبتدائي وأنا أكبرهم سناً سرنا في الطريق المستقيم بتوجيهها ورعايتها وحرصها حتى خروج والدنا من السجن عام 6491·
ألتحقت بمدرسة مدام عادل الأهلية في حي البثاوين في بغداد وهي من أعرق المدارس الأهلية في وقتها· كانت مديرة المدرسة السيدة زهورة عادل اللبنانية الجنسية سيدة فاضلة ومربية قديرة حريصة على توجيه طلابها الوجهة الصحيحة من ناحية دراسته وتصرفاتهم وسلوكهم·كانت صارمة في تربيتهم ومتابعة دراستهم وكانت تعاقب المسيئ وتكافئ المجتهد· تخرج على يديها أبناء أحسن العوائل العراقية وأصبحوا عناصر كفؤه حصلوا على أعلى الشهادات ودخلوا معترك الحياه بكفاءه عالية وبرزوا في مجتمعهم بمختلف الإختصاصات، منهم الأطباء والمهندسون والأساتذة والسفراء ورجال السياسة
أكملت دراستي الإبتدائية عام 1942 والتحقت بمدرسة عادل الثانوية التي كان يديرها زوج السيده زهوره السيد أنيس عادل· كان أيضاً إدارياً حازماً وحريصاً على تعليم طلابه ومتابعة تدريسهم وتعليمهم وبعد قضاء السنة الأولى والثانية انتقلت إلى المتوسطة الشرقية في الكرادةٍ بسبب انتقال الأسرة إلى دارمجاوراً للمدرسة· بعد إكمالي السنة الثالثة ونجاحي في الدراسة المتوسطة التحقت بثانوية الأعظمية للبنين في الأعظمية نظراً لانتقالنا إلى دارنا في الوزيرية··
أكملت دراستي فيها وتخرجت بتفوق والتحقت بالكلية الطبية الملكية العراقية في بغداد إذ كانت كلية الطب الوحيدة في العراق عام 1947· كنت من الطلاب النشيطين فيها حيث اضافه إلى مواصلة دراستي فيها بشكل جيد عملت سكرتيراً في اتحاد الطلبة ثم اصبحت نائب رئيس ورئيساً لاتحاد الطلبة وقد قمنا بفعاليات إجتماعية وثقافية وفنية عديدة إذ أقمنا مهرجانات وحفلات ومسرحيات وقمنا بسفرات مدرسية داخل العراق، وسفرةٍ إلى الكويت· كانت كلية الطب من أبرز الكليات بأنشطتها اجتماعياً وعلمياً وسياسياً أيضاً حيث ساهمت الكلية أثناء وجودي فيها في الحركات الوطنية وتظاهرت ضد تقسيم فلسطين عام 1947 وضد معاهدة بورتسموث عام 1948 وانتفاضة عام 1952 وكانت الرائدة في هذه المجالات· تخرجت فيها عام 1953 ضمن الربع الأول من الصف·