أنت هنا

قراءة كتاب نبضات الذاكرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نبضات الذاكرة

نبضات الذاكرة

مررت خلال حياتي منذ أن كنت طفلاً في الثلاثينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا، بأحداث وحروب وظروف قاهرة ومعاناة عشتها وواكبتها فرأيت من واجبي تجاه وطني وشعبي أن يطلع علهيا العراقيون عامة، والشباب خاصة· أحداثاً أصبحت جزءاً من تاريخنا لما لها من تأثير على مجر

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
صعدت إلى مكتب مرافقه الأقدم المقدم ابراهيم· كانت غرفته تعج بالنواب والمسؤولين الذين يرومون مقابلة رئيس الوزراء وعندما دخلت الغرفة قال لي المقدم إبراهيم انت احسان البحراني فقلت له نعم فقال ان الباشا بانتظارك· فأخذني إلى غرفة مدير مكتبه السيد هنري عيسائي الذي استقبلني وقال ان الباشا بانتظارك· ثم استأذن من الباشا وأخبره بوجودي·
 
دخلت على الباشا قائلاً صباح الخير فخامة الباشا فقال لي باللهجة العراقية إحسان أبوك دوخنا ( تعبنا) وانت هم تريد اتدوخنا باللهجة العراقية وهو يشير إلى اشتراك الوالد بوزارة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 والحرب العراقية البريطانية التي أعقبتها· فقلت له يا باشا انشاء الله ما ادوخك (لانزعجك) وكل مانطلبه هو عدم شمولنا بقانون بيت الحكمة ونعتقد أن فيه احجافاً لنا بسبب إضافة سنة أخرى قبل تخرجنا وهذا ليس من الإنصاف· فقال لي سمعت ببعض الهتافات ضد الحكومة فقلت له ليس ذلك في كليتنا فنحن لانريد إلا حقنا وليس هناك أي دافع سياسي· فقال إذا لبينا طلبكم تنهون الإضراب فقلت له أنا أضمن لك ذلك· فطلب من السيد عيسائي مدير مكتبه أن يتصل بالدكتور الوترى ليحضر إلى مكتب رئيس الوزراء·
 
خلال أقل من عشرة دقائق حضر الأستاذ الوترى وهو متوتر إلى غرفة رئيس الوزراء فاستقبله الباشا وقال له يادكتور هاشم أنا لا أريد أي قانون لايرضى عليه الطلبة وعليه سأؤجل إصدار هذا القانون إلى وقت آخر وأطلب منك اصطحاب إحسان إلى الكلية وإنهاء الإضراب بالسرعة الممكنة ليعود الطلبة إلى دراستهم· فالتفت إلي الوترى قائلاً اتيت بسيارتك فقال لا ياباشا أتيت بسيارة أجرة فطلب من السيد عيسائي أن يطلب من سائق سيارته أن يأخذنا إلى الكلية أنا والدكتور الوترى·
 
عندما ركبنا سيارة الباشا التفت إليّ الأستاذ الوترى وقال بالحرف الواحد لقد حطمت كل آمالي وماكنت أتمناه من تحقيق حلمي ببيت الحكمة فقلت له أنا غير مسؤول عن ذلك يا أستاذي وكل ماطلبت من الباشا أن يستثنينا من القانون·
 
لم ينفذ قانون بيت الحكمة وعدنا إلى الدوام وانتهى الإضراب وأكملنا دراستنا وتخرجنا عام 1953· ان موقف نوري باشا من هذه المشكلة تدل على حكمته وبعد نظره ونظرته للطلبة على انهم جيل المستقبل·

الصفحات