مررت خلال حياتي منذ أن كنت طفلاً في الثلاثينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا، بأحداث وحروب وظروف قاهرة ومعاناة عشتها وواكبتها فرأيت من واجبي تجاه وطني وشعبي أن يطلع علهيا العراقيون عامة، والشباب خاصة· أحداثاً أصبحت جزءاً من تاريخنا لما لها من تأثير على مجر
أنت هنا
قراءة كتاب نبضات الذاكرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
التحق في الصف الأول مائة وخمسون طالباً لكن لم يصل إلى الصف الثاني إلا أقل من مائة وكان أكثر الأساتذة الإنكليز تشدداً هو الأستاذ بوزويل أستاذ علم الأحياء وكان الذي يحصل عنده على درجة 60 يعتبر طالباً جيداً أما أستاذ البكتريولوجي فكان الاستاذ ملز، وأستاذ الكيمياء الحيوية كان الأستاذ استرتاب وأستاذ الجراحة كان الأستاذ واردل وأسائذه الباطنية كان الأستاذ درو والأستاذ هاركريفز· أما أساتذة الجراحة العراقيين فكانا الأستاذ صائب شوكت والأستاذ نجيب اليعقوبي، أما أستاذ علم الأدوية فكان الأستاذ مهدي فوزي· كانت الكلية الطبية في تلك الفترة من أحسن الكليات من حيث التدريس والمستوى العلمي والجو الدراسي والنشاطات المدرسية وكانت الرائدة في المواقف الوطنية والإجتماعية·
كما ذكرت سابقاً على الرغم من أني كنت من الطلاب الجيدين في الدراسة غير أني كنت أيضاً من الطلاب النشيطين في الفعاليات الاجتماعية والطلابية ايضاً وشاركت في كثير من الفعاليات في الكلية سواء في اتحاد الطلبة أو في النشاطات الاجتماعية أو العلمية· وعندما كنت سكرتيراًلاتحاد الطلبة نظمت سفرةٍ إلى الكويت مع حوالي العشرين طالباً في العطلة الربيعية من عام 1950· فقضينا بضعة أيام فيها، وكانت لاتزال متأخرة عن العراق في كل المجالات، وكرمنا من قبل شيوخها في دعوات وزيارات· في عام 1952، كما ذكرت في مكان سابق عن إضرابنا بسبب قرب صدور قانون بيت الحكمة وشمول جميع طلاب الكلية بالقانون وجعل الدراسة في كلية الطب سبع سنوات وقد طلبني رئيس الوزراء آنذاك تورى باشا السعيد لتسوية الموضوع وتم ذلك بإلغاء القانون· كما قمت في عام 1953، عندما كنت رئيساً لاتحاد الطلبة، بإقامة مهرجان كبير في كلية الطب في نيسان من ذلك العام تضمن فعاليات كثيرة وألعاباً وحفلة بالو وقهوة بغدادية وغيرها وكان من أنجح المهرجانات· كما شاركت في مجلة الكلية الطبية بمقالات كثيرة فيها نقد بنّاء في شتى الأمور المتعلقة بالأوضاع في العراق آنذاك·
وكنت على علاقة طيبة مع زملائي الطلاب ومع أساتذتي الذين كنت أكن لهم كل احترام وتقدير وكنت موضع تقدير منهم· كما ذكرت في مكان آخر من هذه المذكرات وقفت بجانبهم عندما بلغوا مرحلة متقدمة من العمر وقدمت لهم خدماتي كطبيب اختصاصي عندما احتاجوا الي·كانت علاقتنا بزميلاتنا علاقة أخوية وكنا نعاملهم كأخواتنا نحرص عليهن ونكن لهن كل محبة واحترام وقد قمنا بسفرات مدرسية إلى شمال وجنوب العراق عندما كنت سكرتيراً ورئيساً لاتحاد الطلبة وكنت أحرص أن يحظوا على تقدير واحترام زملائهم· حتى تخرجنا من الكلية· ولازلت لحد يومنا هذا على علاقة أخوية مع من بقي منهن على قيد الحياه نلتقي في مناسبات عديدة ويشعر الواحد منا تجاه الآخر بكل محبة وتقدير واحترام·
لا زلت أحمل في نفسي كثيراً من الذكريات الجميلة للأيام السعيدة التي قضيناها في هذه الكلية الفريدة والتي كانت من أعز الذكريات·