أنت هنا

قراءة كتاب نبضات الذاكرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نبضات الذاكرة

نبضات الذاكرة

مررت خلال حياتي منذ أن كنت طفلاً في الثلاثينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا، بأحداث وحروب وظروف قاهرة ومعاناة عشتها وواكبتها فرأيت من واجبي تجاه وطني وشعبي أن يطلع علهيا العراقيون عامة، والشباب خاصة· أحداثاً أصبحت جزءاً من تاريخنا لما لها من تأثير على مجر

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
ذهبنا إلى البيت وأنا قلق من أن يحدث شيء خطير لرئيس الوزراء ويتحمل الوالد تبعات ذلك· وفي مساء ذلك اليوم صدر بيان في الإذاعة بأن رئيس الوزراء أجل سفره إلى القاهرة لحضور إجتماعات الجامعة العربية بسبب وعكة صحية ألمّت به ولم يعلم أحد غيري وغير الوزير وسكرتيره بماحدث في مكتب وزير المالية بين الوالد والباجه جي وسبب عدم سفره إلى القاهرة· في اليوم التالي بعث الباجه جي بأحد أصدقائه إلى الوالد معتذراً على ماصدر منه وكان ذلك عملاً نبيلاً يشكر عليه·
 
6- مشاركتي مع طلبة كلية الطب في المظاهرات ضد تقسيم فلسطين عام 1947 وضد معاهدة بورتسموت عام 1948
 
خلال العامين 1947 و 1948 حدثت حادثتان مهمتان بالنسبة للعالم العربي عموماً والعراق خصوصاً، وهما قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين دولة يهودية (اسرائيل) ودولة فلسطينية والتي لم تقم لحد يومنا هذا· قامت مظاهرات في كل العالم العربي احتجاجاً واستنكاراً ضد قرار التقسيم الذي اعتبر مجحفاً بحق الشعب الفلسطيني العربي وهم أصحاب الأرض الأصليون وإعطاء قسم كبير من أرض فلسطين إلى اليهود وهم مهاجرون ودخلاء على أرض فلسطين من مختلف أنحاء العالم· لكن وعد بلفور اللعين ومساندة أمريكا لليهود أدّيا إلى تقسيم فلسطين وظلم أهلها وكان طلبة كلية الطب على رأس المتظاهرين·
 
أعقب ذلك في العام التالي في كانون الثاني من عام 1948 توقيع رئيس الوزراء العراقي صالح جبر ووزير خارجية بريطانيا ارنست بيفن معاهدة بريطانية عراقية جديدة في مدينة بور تسموت البريطانية سميت بمعاهدة بورتسموت واعتقد العراقيون أنها معاهدة جائرة تربط العراق ببريطانيا بقيود والتزامات هو في غنى عنها· فقامت مظاهرات في بغداد ومدن أخرى وكان طلبة كلية الطب على رأس المتظاهرين وسقط عدد من الطلبة في شارع الجسر القديم المعروف الآن بجسر الشهداء·
 
استمرت المظاهرات لبضعة أيام قرر الأمير عبدالإله بعد اجتماعه بالساسه العراقيين إلغاء المعاهدة، مما أدى إلى عودة الهدوء والاستقرار الى العراق· وكان هذا حدثاً تاريخياً مهماًً·
 
7- استدعائي من قبل رئيس الوزراء نورى باشا السعيد عام 1952
 
كنت في ذلك العام طالباً في الصف الخامس في كلية الطب وكنت في الوقت نفسه نائباً لرئيس اتحاد طلبة كلية الطب· في تلك السنة قدم عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور هاشم الوترى مشروع قرار قانون بيت الحكمة الذي يضم كليات الطب وطب الأسنان والصيدله والكيمياء في أشبه ما يكون جامعة طبية تشبها ببيت أو دار الحكمة في زمن الخليفة العباسي المأمون· في هذا المشروع تكون الدراسة في كلية الطب سبع سنوات وليس ستاً ويشمل الطلبة في كافة المراحل· ولما كنا في الصفوف المنتهية، قرر اتحاد الطلبة الاضراب عن الدوام احتجاجاً على تطبيق هذا القانون علينا·كان هذا اجحافاً بحقنا وقد أضرب طلاب الكلية جميعهم تأييداً لطلبنا استثناء الطلبة الموجودين من تطبيق هذا القانون وشموله بالطلبة الجدد فقط· أيد طلبة بعض الكليات الاخرى كلية الطب في مطلبها، وصاحب ذلك بعض الشعارات المعادية للوزارة· وفي أحد ايام الاضراب بينما كنت جالساً في نادي الكلية مع بعض الزملاء وإذا بالسيد فكتور ناصر سكرتير العميد يدخل علينا ويقول وهو منفعل نورى باشا رئيس الوزراء يطلبك حالاً الحضور إلى مكتبه في السراى· فطلبت من زميلي جلبرت توما الذي يملك سيارة خاصة بأخذي بسيارته إلى مجلس الوزراء·

الصفحات