أنت هنا

قراءة كتاب ساعة زوال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ساعة زوال

ساعة زوال

كتاب "ساعة زوال" مجموعة قصصية للكاتب العماني محمود الرحبي، تضم 17 قصة تباينت في الطول والموضوع، وتباينت في الأسلوب أيضا، حيث تنقل الرحبي بين أسلوب القصة الكلاسيكي والحداثي، مفي مجموعته هذه يمزج  الرحبي بين الخيالي والواقعي والاسطوري في تجليات إنسانية تحدث ف

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
2
 
سمعت طرقات على زجاج النافذة، فذهنت والنعاس يطوق جسدي بحبله الثقيل..
 
- لماذا تنام في بطن سيارتك وبيوتنا قريبة؟ لو طرقت بابي القريب منك وفي أي وقت من الليل لوجدتني صاحيا وفي استقبالك، ولقضيت وقتا ممتعاً معي، عوض النوم وحيدا في قلب الظلام، بلا أنيس أو غطاء.
 
- لم يقف لي أحد، طوال الليل وسيارتي معطلة وأنا متصلب كالخشبة في وجه الهواء، لذلك اخترت النوم في جوف سيارتي منتظرا الصباح.
 
- لا عليك، اهبط من سيارتك وأغلقها جيدا، ثم اتبعني إلى بيتي، ثم إنني أحتاجك في أمر.
 
دخلنا.. كان بيتا شعبيا وبسيطا في قسماته وتوزيع غرفه، ورغم ذلك بدا منظما ونظيفا بسبب خلو أرضه من الغبار ونتف الأوساخ الخفيفة التي تستقر على العتبات في مثل هذه البيوت العتيقة المفتوح بهوها على الشمس وما تأتي به الرياح.
 
- كما ترى فأنا أعيش وحيداً. كنت في البحرين، أعمل خبّازا، وحين رجعت اشتريت هذا البيت، وهو خاو، وفي البحرين لم أجد زوجة ولم أفكر بها، ولكني الآن أحتاج إليها في وحدتي، ولأني غريب وغير معروف عند أحد ولأني أصبحت عجوزاً أيضا ونصف فقير لم أجد زوجة، لذلك فإني أحتاج إليك في أمر.
 
كان من أولئك الناس الذين يجيدون الكلام، حديثه المتسلسل يسيل عذوبة في مجرى حلقه الضعيف الذي تعكس تفاحته القلقة نحول بنيته، الأمر الذي قطع تأملي في تفاصيل البيت، فأنا حتى هذه اللحظة لم أكن قد نطقت سوى بكلمات يسيرة، خرجت خافتة ومعتمة من بين شفتي، فالهدوء المسالم كان يسيطر عليّ ويصدّني عن الكلام، ولكنه حين كرّر عبارته (أحتاجك في أمر) أحسستُ رغم التعب الذي أحدثته تلك النومة العوجاء والقلقة في جوف سيارتي، بحيرة تخز رأسي، ما فتئت وأن توهجت وكأنما جسد ضرير يرفس في دخيلتي، لأجدني أركز نظرات مستغربة على عينيه وأتابع سيرهما وعلى أي شيء ستسقطان من جسدي، وحين أوشكت - وقد اعترتني مسحة من اطمئنان- على تحريك لساني المضغوط بالصمت، بادرني بالنهوض ليختفي طويلا في إحدى الغرف.

الصفحات