كتاب "ساعة زوال" مجموعة قصصية للكاتب العماني محمود الرحبي، تضم 17 قصة تباينت في الطول والموضوع، وتباينت في الأسلوب أيضا، حيث تنقل الرحبي بين أسلوب القصة الكلاسيكي والحداثي، مفي مجموعته هذه يمزج الرحبي بين الخيالي والواقعي والاسطوري في تجليات إنسانية تحدث ف
أنت هنا
قراءة كتاب ساعة زوال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
4
وأنا استخدمت شيئا شبيها بهذه الحيلة، فلم يكن سبب تفكيري في امرأة من السجن مصادفة، لقد ساعدني في ذلك صديق من الذين جاءوا قبلي من البحرين، عرفت فيما بعد بأنه يعمل في السجن المركزي فزرته في بيته مرات كثيرة وكررت عليه الزيارات، وفي إحداها دار بيننا هذا الحديث:
- ماذا تنوي أن تفعل في حياتك؟
- بيتي خاوٍ كما تعلم ولا أحد يعرفني، فقد غدوت مسنّاً وغريباً، ولن يرضى أحد بتزويجي بسهولة، أريد أن أعوض ما فاتني، وأعيش بمتعة ما تبقى لي من حياة، لذلك فإنَّ ما أريده منك هو أن تبحث لي عن فتاة من عندكم.
- من السجن؟!
- نعم.
- الأمر ليس مستحيلا، فهناك من تزوج من عندنا، عموما سأرى ما يمكن أن أفعله في الأمر وسأختار لك فتاتك، ارجع إليَّ بداية الشهر المقبل، وستجد إجابة لطلبك.
وفي بداية الشهر رجعت إليه:
- هناك فتاة مسجونة بتهمة الحمل بدون زوج، وهي مستعدة للزواج بك، شريطة أن تخطبها من أبيها، ولحسن الحظ أن الجنين مات في بطنها، الأمر الذي سيغنيك عن تربية طفل جاء من صلب مجهول، وهي ابنة عائلة طيبة، وقد غرّر بها أحد الشباب ثم هرب عنها، وإذا قبلت سأعطيك عنوان أبيها.
- اعتبرني موافقا.
- حين تتفق أنت وأبوها، عليك بعد ذلك أن تحضر معك شاهدا، وتوقع بعض الأوراق، وأريد أن أخبرك بأنها فتاة جميلة، ربما لم أرَ فتاة في جمالها منذ أن أتيت للعمل في هذا السجن.
انصرفت عنه بعد ذلك، ولكني لا أخفي عليك، فقد كنت خائفا من أبيها، ومن ردة فعله، كان الأمر بالنسبة لي شبيها بمن يعبر طريقا في الظلام فإمّا أن يخرج سالما منه أو أن يصطدم بجسم لا يراه، ولكني فوجئت باستقباله، كان يصغرني في العمر، و قد وافق فورا على الفكرة وحضنني صامتا عدة مرات والدموع تزاحم عينيه، ثم اشترط عليَّ أمراً ترددت في قبوله.