أنت هنا

قراءة كتاب الأندلس في ظل الإسلام - تكامل البناء الحضاري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأندلس في ظل الإسلام - تكامل البناء الحضاري

الأندلس في ظل الإسلام - تكامل البناء الحضاري

ترى كم من المسلمين سمع عن موقعة وادي بَربَاط؟ تلك الموقعة التي تُعدّ من أهمّ المواقع في التاريخ الإسلامي، فالموقعة التي فُتحت فيها الأندلس يتم تشبيهها في التاريخ بموقعتي اليرموك والقادسية، ومع ذلك فإن الكثير من المسلمين لم يسمع بالأساس عن وادي برباط.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 2
الأندلس.. نظرة عامة
 
يُعدّ تاريخ الأندلس بصفحاته الطويلة ثروةً حقيقية، وثروة ضخمة جدًّا من العلم والخبرة والعِبرة، ومن المستحيل أن تلمّ دراسة واحدة بكل أحداثه وتفصيلاته، بل لا بدّ وأن تغفل منه بعض الجوانب، ليس تقليلا من شأنها وإنما اختصارًا للمساحة.
 
ومن الواجب على الجميع أن يبحث في هذا التاريخ، تاريخ الأندلس، تاريخ ثمانمائة سنة؛ إذ هو يحتاج أكثر وأكثر مما قد يفرد له أي كتاب أو دراسة، فلا بدّ من القراءة والاستزادة من المصادر التاريخية وغيرها.
 
وتاريخ الأندلس هذا يُعدّ جزءًا ضئيلا جدًا من تاريخ الدولة الإسلامية ذات الألف وأربعمائة عام من الزمن، وذات الأبعاد الجغرافية الهائلة من المساحة.
 
قبل الخوض في تاريخ الأندلس من حيث ترتيب الأحداث منذ الفتح وحتى السقوط، أي منذ عام 92 هـ (711 م) حتى عام 897 هـ (1492 م).. قبل الخوض في تفصيلات هذه الأحداث، هناك بعض الأسئلة التي قد تدور في أذهان البعض نحاول الإجابة عليها، ومن أهمّها: لماذا حمل المسلمون سيوفهم وخرجوا بجيوشهم متوجهين إلى الأندلس لفتحها؟
 
فالأندلس دولة مستقلّة ذات سيادة ويحكمها القوط النصارى في ذلك الزمن، والمسلمون دولة كبيرة جدًا وهم جيرانهم، فلماذا يحمل المسلمون سيوفهم ويتوجهون إلى فتح هذه البلاد ليعرضوا عليها ثلاثتهم المعهودة: الإسلام أو الجزية أو الحرب؟
 
فهذا العمل يُعَدّ الآن في مصطلح الشرعية الدولية بمثابة تعدٍ على حدود دولة مجاورة ذات سيادة. فلماذا إذن حمل المسلمون السيف وانتقلوا إلى البلاد المجاورة؟ ومن هذا السؤال بالذات يتولد عند كثير من الناس استنتاج واستنباط هو في غير محله على الإطلاق ومجافٍ للحقيقة تمامًا، إنه قولهم: إن الإسلام انتشر بحدّ السيف. فهذه مشكلة كبيرة تعترض كثيرا من الدعاة، خاصة من قِبل أصحاب المناهج العلمانية.
 
ولكن كيف؟ وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة:256] .
 
ويبقى السؤال: كيف نوفق بين حمل المسلمين سيوفهم وخروجهم إلى هذه البلاد، وبين قوله تعالى في الآية السابقة: ﴿ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﴾.
 
ولتوضيح هذا الأمر يجب أن نعرف أن الجهاد في الإسلام نوعان، نوع يسمى جهاد الدفع، وآخر يسمى جهاد الطلب، وجهاد الدفع هو: ذلك الجهاد الذي يتبادر إلى الذهن من أول وهلة، ويعني الدفاع عن الأرض، وهو أمر مقبول ومفطور على فهمه عوام الناس سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين.

الصفحات