أنت هنا

قراءة كتاب إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

تحتل إيران مكانة مهمة في منطقة الشرق الأوسط، بسبب موقعها الجغرافي الممتد من بحر قزوين شمالاً إلى الخليج الفارسي جنوباً· ولها حدود مباشرة مع سبع دول هي: أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان في الشمال، وأفغانستان وباكستان في الشرق، وتركيا والعراق في الغرب· وتشترك مع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
إيران في عهد الأسرة القاجارية
 
كانت قبيلة القاجار إحدى القبائل التركية السبع التي ساعدت الشاه إسماعيل الصفوي في تأسيس الحكم الصفوي في إيران· وكان القاجاريون من القزلباش وأعياناً في البلاط الصفوي· وما لبث إسماعيل شاه أن وزعهم على الحدود الجورجية وشرق خراسان لمحاربة التتار، وعلى مازانداران للدفاع عن البلاد ضد التركمان · جاء القاجاريون بقيادة آغا محمد خان· وكان آغا محمد خان قد سبي من قبل الزاند في طفولته، وأخصي وتحول إلى رجل متوحش· فر من السجن في شيراز والتحق بقبيلته في الشمال، حيث جمعها لقتال الزاند· ونجح في الاستيلاء على إيران منطقة تلو الأخرى حتى استسلم آخر الزانديين سنة 1795، وأعلن نفسه شاهاً· ولكنه اغتيل على يد خدمه سنة 1797· وفي عهده تحولت طهران، مقر قبيلته، منذ سنة 1786 إلى عاصمة للأسرة القاجارية·
قاد فتح علي، ابن أخ آغا محمد، إيران القاجارية إلى القرن التاسع عشر· وتمتع بعظمة الملك الفارسي·(8)
لم يكن لدى الشاه في هذا العهد جيش ثابت كبير ولا دولة من الموظفين الاداريين· كان الشاه يعتمد على القبائل في الدفاع عن البلاد· وتولت الطبقة الأرستقراطية من الإقطاعيين إدارة الولايات· وكان حكام الولايات يقدمون الضرائب المطلوبة من كل ولاية، ويقوم حكام المقاطعات في كل ولاية بجبايتها· وبسبب هذا الوضع الإداري ساد الفساد واستشرى في إدارة الدولة·
استطاع القاجاريون الاستمرار في حكم البلاد من خلال شبكة من الصلات والتحالفات القائمة على الألقاب الفخيمة· فقد زوج فتح علي بناته العشرين لكبار الأسر الإقطاعية في الولايات، وتزوج أبناؤه المئتان الذين يحملون لقب أمير من الأسر المتنفذة في إيران· وحمل كل مولود ذكر من هذه الزيجات لقب أمير، وكان ما لبث أن يتزوج بدوره من الأسر المتنفذة· وهكذا اتسعت دائرة صلات الرحم· كما احتل العسكريون والموظفون ورجال الدين مواقع مهمة في الدولة والمجتمع، وتمتعوا بألقاب شرفية في ظل الدولة القاجارية·
كان على رأس الهرم الإداري القاجاري الشاهنشاه (ملك الملوك)، يليه أفراد الأسرة المالكة، فالأسر الأرستقراطية التي حافظت على مواقعها من خلال ولائها للشاه، ثم خانات (رؤساء) القبائل الذين يزودون الشاه بالجنود، يليهم الموظفون ورجال الدين العاملون في الدولة· ويقع بعدهم في السلم الاجتماعي طبقة التجار الجديدة التي نمت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر· ويقع الفلاحون والعمال في أدنى درجات السلم الاجتماعي·(9)

الصفحات