أنت هنا

قراءة كتاب إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

تحتل إيران مكانة مهمة في منطقة الشرق الأوسط، بسبب موقعها الجغرافي الممتد من بحر قزوين شمالاً إلى الخليج الفارسي جنوباً· ولها حدود مباشرة مع سبع دول هي: أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان في الشمال، وأفغانستان وباكستان في الشرق، وتركيا والعراق في الغرب· وتشترك مع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
الحركة البهائية
 
البهائية حركة دينية أصلها الحركة البابية التي أسسها علي بن محمد بن الميرزا رضا البزاز، الذي ولد في شيراز سنة 1819، ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره، جاهر بعقيدة ظاهرها توحيد الأديان أو الإصلاح الديني والاجتماعي، وباطنها تلفيق عقيدة جديدة من أديان ومبادئ متباينة· ولقب نفسه بالباب، وادعى أنه المهدي المنتظر سنة 1844 في عهد الشاه القاجاري الثالث محمد شاه· أثار الباب بعقيدته هذه احتجاج رجال الدين، فألقي القبض عليه وأعدم رمياً بالرصاص في تبريز سنة 1850·
أما البهائية فتنسب إلى حسين علي نوري بن عباس بن بزرك المعروف ببهاء الله· وهو إيراني مستعرب، ولد في بلدة نور سنة 1817، واعتنق دعوة الباب وخلفه في قيادتها· وقد اتهم بالاشتراك بمؤامرة لقتل الشاه، انتقاماً لمقتل الباب، فاعتقل ثم نفي إلى بغداد، وأخرج منها إلى أضنة وأخيراً سجن في عكا بفلسطين سنة 1868· وأفرج عنه ومات ودفن في حيفا سنة 1892· وخلفه في قيادة الحركة ابنه عباس الذي كان أنشط دعاتها وأدهاهم· وتركز نشاط الحركة في الولايات المتحدة الأمريكية·
تقول البهائية بصدق جميع الرسل، وتؤمن بالحلول والتناسخ، وتدعو إلى تخريب الأماكن المقدسة مثل مكة المكرمة وبيت المقدس، وتدمير قبور الأنبياء والأولياء· واعتبر بهاء الله دعوته ناسخة للأديان السابقة كلها، ولا تؤمن بالبعث ولا بالجنة ولا بالنار·
شكلت البهائية تهديداً لنظام الحكم القاجاري، وخطراً على الدولة، فقد انتعشت وانتشرت بين الناس، بعد الحروب المدمرة التي شنها القاجاريون على روسيا وبريطانيا في النصف الأول من القرن التاسع عشر·(12)
وكان اتهام العلماء للبهائيين بالهرطقة سنة 1850 قد مهد الطريق لإعدام الباب ميرزا علي بن محمد البالغ من العمر (25) سنة· وأعلن البابيون فوراً بهاء الله خليفة له· وبلغت موجة الإعدامات أوجها سنة 1851 في زنجان بين تبريز وطهران· وقد حاصرتها القوات القاجارية· وقاتلت البهائيين من بيت إلى بيت حتى ماتوا جميعاً· وبعد أن عاد أمير كبير إلى مركزية الإدارة، وحماية الأمة، والقضاء على البهائيين، أعطى الانطباع عن الشاه ناصر الدين بأنه رجل الدولة القوي·
كانت والدة الشاه ناصر الدين، مهد عليا تشرف من الحرم على الحياة الخاصة لابنها، باعتبارها الملكة الوالدة، وتشارك في قرارات الحكومة· وبموجب التقاليد القبلية القاجارية كانت تتوقع الزواج من رئيس الوزراء· ولكن أمير كبير البالغ من العمر بداية الخمسينات قرر الزواج من ابنتها البالغة من العمر (14) سنة· رفضت الملكة الوالدة هذا الزواج، ودخلت مع رئيس وزراء ابنها المتنفذ في صراع، كسب أمير كبير المعركة الأولى فيه· واتهمها بالزنى ونقلها إلى قم· وفي الجولة الثانية لجأت الملكة الوالدة إلى ابنها· وهكذا أقدم الشاه في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1851 على تجريد أمير كبير من سلطاته· وغادر مع عروسه في عربة سوداء مغلقة إلى كاشان علىبعد (150) ميلاً جنوب طهران· وبعد ستة أسابيع قاد الحرس المرافق لأمير كبير من العاصمة رئيس الوزراء المقال إلى حمام خلف الحديقة الملكية في بلدة فين حيث قتلوه بسرية تامة·(13)

الصفحات