أنت هنا

قراءة كتاب تراتيل أسفل شرفة الوعد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تراتيل أسفل شرفة الوعد

تراتيل أسفل شرفة الوعد

المجموعة الشعرية "تراتيل أسفلل شرفة الوعد"، للشاعر الليبي صالح أحمد قادربوه، الصادر عن دار زهران للنشر والتوزيع، نقرأ منه:
إشراق
للساعة إبطٌ
يُعْشِبُ فيها ورق الصمت
رائحة العرق الزمني
تُضييءُ
- كما الصلصال -

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 4
ولا يكتفي (صالح) بهذا بل ينتقل إلى مستوى آخر لذات المسألة ، إذ بطول الديوان ومنذ (يا برج الحوت . . .) في قصيدة (إشراق) وحتى (علمني يا يونس . . .) في قصيدة (ضفاف النشيج) نلمس خطاباً للآخر بشكل مباشر يشير إلى الذات أكثر مما يشير إلى الرمز أو الآخر ، ويكشف عن مرجعيات الشاعر أكثر مما يكشف عن أغراضه وأفكاره .
 
3. إعادة الترتيب والتعريف :
 
إذا كان الوعي بالذات في مواجهة الآخر - أياً كان - ظاهراً في نصوص الشاعر ؛ فإن بالإمكان اقتفاء أثر هذه الظاهرة في بقية نصوصه ، والكشف عن عملها الخاص في بعض نصوصه ، خاصة في تلك الحالات التي يكف فيها ضمير المتكلم عن العمل ، ونستسلم تماماً للجمل الإخبارية ظاهرياً ؛ فما رأيكم إن أعاد (صالح) تعريف الفجر بالطريقة التي اتبعها في قصيدة (فجر) :
 
"رخياً
 
عصياً على الامتناع
 
نتاج انقسام الحروف الحتوف
 
على نفسها"
 
أيكون أعاد تعريف الفجر بالنسبة لعالمه الشعري أم أعاد تعريف نفسه عبر توظيف المفردة وإيحاءاتها التلقائية؟
 
وكما فعل بالفجر أجرى (صالح) تغييراً آخر على مفردة أخرى لها أهمية خاصة في الديوان ؛ إذ يجري تكرارها في أكثر من قصيدة في الديوان ، فبالرغم من أننا اعتدنا اعتبار الصمت مجرد تعبير عن انعدام الفعل الذي هو الكلام ، إلا أن (صالح) يخالف هذا ويجعل من الصمت فاعلاً رئيسياً في كثير من أجواء قصائده ، وينسبه لمفردات أخرى تؤكد حضوره ، كما في (إشراق) :
 
"للساعة إبط
 
يعشب فيها ورق الصمت"
 
أو كما في مقطع آخر من ذات القصيدة :
 
"رَتَّلَ صمتَ الساعة . . ."

الصفحات